للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وضع في رحلته هذه كتاباً التقت فيه الفائدة بالمجون إذ صور أخلاق سكان البلاد أحسن تصوير على أنه ألف كذلك عدة من الكتب الحربية الفنية.

وقد وقعت له حادثة في الهند غريبة وذلك أنه كان معسكراً في أحدى القرى فجاءه أهلها وهو في خيمته بقطع كثيرة من الأحجار تشبه الياقوت وهم يقولون أنهم قد عثروا عليها وهم يحتفرون في بقعة لا تبعد كثيراً عن القرية فظن السير جورج أنه وقع على كنز كبير ومنجم عظيم فلم يكن من فرط سروره إلا أن أشترى كل قطعة منهم وأستعلم منهم عن حدود تلك البقعة الجميلة ومواقعها وقد قص بنفسه ما كان يخطر له ساعتذاك فقال. . لقد كنت أحلم يومذاك بالغنى الطائل والثروة العظيمة فاندفعت شاخصاً إلى كلكتا أريد أن أقدم ثمن تلك الأحجار وما كان أشد حزني ساعة دفعتها إلى صيارفة المهرة الحاذقين وسمعتهم يقولون (لون زاه جميل وضياء ساطع ومظهر بهي تستحق كل قطعة منها أن تشتري بخمسين جنيهاً. . ولكن واأسفاه أنها ليست إلا عجينة من خليط المعادن الصناعية المموهة!!)

أخاديع الرصاص

أن للقذائف التي تخرج من فوهات البنادق العادية ضروباً من الحيل والأخاديع تعد من أغرب الغرائب فقد حدث احد الضباط الذين حضروا حروب السودان أيام الفتنة المهدية عن عدة من هذه الخدع فقال (حدث أن ضابطاً مريضاً نقل قبل واقعة أم درمان في أحدى القوارب على النيل إلى الضفة الأخرى حيث وضع في خيمة تبعد عن حدود ميدان القتال بنحو أربعة أميال وكان في هذه الخيمة ولا ريب بنجوة من كل خطر وفي عاصم من متناول الرصاص ولكن لم يلبث أن انطلقت رصاصة ضالة هائمة فقطعت الأربعة أميال في الصحراء وبلغته نافذة إلى جمجمته فقتلته. . . وأتفق كذلك في واقعة أخرى أن الجنرال السير هنتر من كبار قواد الحملة السودانية وضابطين من ضباطه خرجوا يستكشفون مواقع الأعداء على مسافة بعيدة وقد عمدوا إلى ثغرة في حائط ساقية هناك وأخذوا ينظرون بالمرقب وكانت هذه الثغرة نهاية في الصغر والضيق حتى لم يسع الثلاثة غلا الوقوف الواحد خلف الآخر وكانت الشمس تؤذن بالمغيب وقد استقرت حمرة الشفق على زجاجة المرقب فكان لها وهج مضيء لفت أحد الدراويش وكان يمشي في جماعة معه على شاطئ