فلا عجب إذا رأيت شباننا الذين نالوا بركة الحج بمشاهدة أرضهم المقدسة لا يلبثون أن تشتمل عليهم مكاتب المحامين أو كراسي النيابة أو مقاعد الإدارة.
على أنه لا ينبغي أن يتملكنا روح اليأس من انتعاش أدبنا الحاضر وخروجه من حدود الطفولة إلى أدوار الحياة القوية المكتملة. إذ كنا لا نزال نرى جمعاً قليلاً من شباب هذا الجيل قد جاؤوا يدخلون على هذا الأدب الطفولي الضعيف روحاً جديداً من التهذيب وسبلاً عدة من التفكير العميق. وهم، وإن كانوا لم يتحرروا بعد من بعض نقائص العصر وأخلاقه وأعراض انحطاطه وطفراته، لا يخلون - إلا قليل منهم - من دلائل النضوج وسموا الذهن وبواكر العبقرية. ولعلنا مفردون لهم مقالاً طوالاً فنتناولهم جميعاً فيه ونشرح للقراء كل ما نراه في مذهبهم الجديد.