للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الهندسة جد مخالف لطراز مملكتنا، وكانوا على أنعم حال من الثراء، وكانوا كُيْراً عديدين، ولهم من ثرائهم نفوذ وسلطان حتى لقد كانوا على أنعم حال من الثراء، وكانوا كُثْراً عديدين، ولهم من ثرائهم نفوذ وسلطان حتى لقد كانوا يستطيعون أن يؤذوا الرجل من أهل المملكة ولا يصيبهم سوء أو عقاب، وكانوا يرجعون في أمرهم إلى وال منهم استعملوه عليهم.

يقول ستانلي لين بول - ولكن سلالة هؤلاء الذين حملوا الإسلام إلى الصين لم يستطيعوا أن يدلونا على شيء من أنبائهم، ولكن الذي لا ريب فيه أنهم من العرب، لأنهم تركوا معالم وجوههم في وجوه ذريتهم وأخلافهم، ولكنا عاجزون عن أن نعرف من أية ناحية من العرب جاؤوا، ومن الجائز أن محمداً هو الذي أنفذهم عام أنفذ البعوث والرسل إلى الممالك والأصقاع ليدعوهم إلى الدين الحق، أو لعلهم كانوا طائفة من الهاربين المُشَرَّدين كأولئك الذين هاجروا إلى الحبشة بإذن النبي، ولكن لا شك ثمت في تاريخ دخولهم المملكة الصينية، ولا مراء في أن الصين رأت قوماً من المسلمين في الربع الأول من القرن السابع أي بعد عام الهجرة بعشر سنين.

أما عن واليهم الذي كان يقودهم ويحكم فيهم فنحن في ظلمة شديدة من التكهن والريب، ولكن لا شك في أنه كان رجلاً ذا خطر كبير لأنهم حفظوا عنه بعض القصص والأساطير وقد جاء في إحدى المدونات المؤرخة عام ١٣٥١ من الميلاد أنه كان في الصين رسول وفد من العرب، ولكن الاسم الذي جاء في تلك الأسطورة لا يدل على شيء غير أنه كان من الصحابة، ولقد تكهن الكثيرون في أمر هذا الرسول والأسماء العديدة الغريبة التي سمي بها في الأساطير حتى قالوا أنه رجل يدعى وهب أبا كبشه من أخوال النبي.

قال المؤرخ - فلما استقر بالإسلام المقام في تلك الأرض لم يلبث أن نما وانتشر وقويت شوكته وتكاثر التجار العرب الذين نزلوا أول أمرهم بمدينة كانتون وزاداد عديدهم بالوفود التي التجأت إليهم من جزيرة العرب وبالتزاوج وأهلَ الصين وبالذين دخلوا منهم في دينهم، وقد جاءهم عام ٧٥٥ من مولد المسيح مدد من الخليفة المنصور في أربعة آلاف مقاتل كان أنفذهم أمير المؤمنين لعون الإمبراطور سوه تيسنج - على الخارجي الذي شق عصا الطاعة عليه، فلما قاتلوا وظاهروا الإمبراطور على عدوه أذن لهم الإمبراطور بالمقام في