للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استعمالهم له حتى استعملوه في تمثيل بعض الرسوم الخيالية أو الدينية كصورة المعراج وصورة الصراط وغيره من الصور التي أتى بها الشعراني في كتابه الميزان.

(وبعد) فإنك متحقق مما أجملناه هنا رقي فن التصوير عند المسلمين وتفوقهم فيه على أنواعه على خلاف ما كان يظن قبلاً ونزيد على ذلك الآن أنهم قد أثروا في أهل هذا الفن في هذه العصر وما قبله ونعني بهم الطليان فإنه نظراً لاحتكاك أهل إيطاليا بالعرب وقد كانت لهم مدنية عظيمة في إيطاليا وصقلية اقتبسوا عنهم كثيراً من المجهودات والمبتكرات العربية في التصوير والرسم والحفر وقد كان الطليان في ذلك العهد متخلفين في المدنية. وما زالت الآثار التي أقاموها هناك مثاراً لإعجاب علماء الآثار والفنون وقد قال بعض علماء أوروبا أن الفن العربي على أنواعه الذي دخل إلى بلاد ايطاليا وغيرها من أوروبا إنما كان من جملة العوامل المؤثرة في ترقية فنونهم الجميلة.

هذا وسنعود إلى طرق هذا الموضوع ثانياً فنتمم الكلام في الأعداد القادمة من البيان على تاريخ فن التصوير في الإسلام عند المغول والفرس والأتراك وسائر الأمم الإسلامية إن شاء الله.

عبد الفتاح عبادة

البيان زارنا منذ شهرين صديقنا عبد الفتاح أفندي عبادة صاحب هذه الكلمة وكان فيما جرى بيننا من الأحاديث أن له كلمة متسلسلة على التصوير في الإسلام وأنه يود لو نشرت في البيان فلم نر بأساً من ذلك. إذ أن مثل هذه المباحث مما يُعنى به البيان وإذ أن البيان يرحب بكل كاتب. ولكنا أخذنا ميثاقه أن لا ينشر كلمته هذه في غير البيان لأن خطة البيان أن لا ينشر إلا الجديد فلا ينشر شيئاً قد نشر في كتاب أو في صحيفة أو في مجلة أو ألقي في نِدى ثم تسلمنا منه هذه الحلقة الأولى من كلمته وقدمناها فيما قدمنا من الموضوعات إلى المطبعة: بيد أنا لم نطبع منها نصفها حتى علمنا أنها نشرت في أحد المجلات العربية فأدهشنا هذا الأمر ونال منا كل النيل فسألنا عبادة أفندي في ذلك فاعتذر إلينا أنه إنما أقدم على ذلك حين رأى البيان قد تأخر ظهوره، أما وقد ظهر البيان فإنه لا محالة مختصه بما بقي من هذه الكلمة.

ومن هنا نعتذر إلى قرائنا الأفاضل عن نشر هذه الكلمة في البيان مع أنا سُبقنا إليها وإن