بالجلوس، وتظن أن كل واحد من هؤلاء القاعدين ليس إلا طفلاً من الذكاء بالنسبة إليك، فلن تشعر بشيء من الحياء إزاءهم، اللهم إلا إذا كنت تستحي من مجلس من الأورانج تانج أو الغوريللا!!
والفضيلة الكبرى للحيي إخلاصه في الحب، وأنا مستعد للسماح له بهذه الفضيلة، لأنه ثابت أبداً في حبه، ولكن السبب ليس خفياً دقيقاً، فإن إخلاصه لم ينشأ إلا لأن النظر إلى امرأة واحدة في وجهها يستفد منه كل شجاعة، ويستحيل عليه بعد ذلك أن يكرر العملية نفسها مع امرأة ثانية، حسبه امرأة واحدة وأنت ترى الناس أبداً لا يفتأون يقولون للشاب الحيي احتثاثاً له وتشجيعاً أنه خليق بأهن يتخلى عن حيائه، وينكرون عليه أنه أشبه بالفتاة في حيائها ولكني لا أعرف شيئاً يقال له إمرأة حيية، أو على الأقل لم ألتق يوماً بواحدة، ولن أحول عن اعتقادي هذا حتى ألتقي بها، وأنا أعلم أن هذه العقيدة المتفق عليها هي عقيدة مخطئة معكوسة، والناس يتصورون أن النساء جميعاً يتغلب عليهن الحياء، وأنهن يجفلن وتتورد وجنتهن وتتراخى أجفانهن، إذا نظر إليهن، وإنهن ينطلقنا مفلتات إذا خوطبن، وإننا نحن الرجال معشر متبجحون جسورون - هذه نظرية جميلة يا سادة، ولكنها ككل النظريات المتفق عليها، كلام فارغ ليس إلا، فإن الفتاة في الثانية عشرة تكون هادئة النفس، مطمئنة الأعصاب، بينما أخوها ذو العشرين يتلعثم بجانبها ويتمتم، والمرأة تدخل الملهى والرقص متأخرة تعطل التمثيل وتعكر سكون الجمهور، ولا تهتز منها شعرة واحدة، وترى الزوج في أثرها، يتعثر من حياء، ويتمتم بالمعاذير، ويهمس بالشفاعات.