للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جنيه فقط لدفع الرسم في المحافظة فنقدته القيمة وكنا حينئذٍ في الطريق متوجهين إلى المطعم للغذاء ومعنا أخي أمين وكان قد قدم إلى القاهرة زائراً في شغل.

قلت عن أديب أنه كان مقتدراً جداً في أمر الإختلاط بالناس واجتذابهم إليه فكان يفتن من يجانسه ممن يجالسه فتعرف في هذه المدة القصيرة بكثير من أهمهم له كان بلا ريب عبد السلام المويلحي وكان في إبان نفوذه يومئذٍ فأعجب بأديب جداً وأصبح له صديقاً حميماً وسنداً مالياً عظيماً كما كان له بعد ذلك جبرائيل مخلع من وجهاء التجار السوريين في الإسكندرية فلم يصادف صعوبات كثيرة في إصدار جريدته في القاهرة ولا في نقلها بعد ذلك بأشهر قليلة إلى الإسكندرية.

ومن أول ما ظهرت جريدة مصر انتشرت انتشاراً عظيماً والتف حولها أشهر كتاب مصر في تلك الأيام من مصريين وسوريين. وقد تمكنت الصداقة بين أديب وجمال الدين ورجاله حتى صارت جريدة مصر لسان جمال الدين وحزبه بل صارت معروفة بين الجميع أنها لسان الحزب الوطني. وهذه أول مرة ذكر فيها اسم هذا الحزب في مصر فيما أعلم. وكانت مرامي هذا الحزب ضد. وهي التي انتهت بعد ذلك بالثورة العرابية.