للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتنهدت جريس ثم قالت ليس لي فيها قريب، وأنا أوحد الناس في هذا العالم وقد انحدرنا من كندا يوم مرض أبي إلى إيطاليا وذلك بإشارة الطبيب - وأحزاناه أن موته لم يتركني وحيداً فقط بل فقير أيضاً، وتوقفت هنية فأخرجت من جيب معطفها الفضفاض محفظة جلد صغيرة.

ثم قالت. ولم يبق لي من أمل في هذه الحياة إلا هذه المحفظة الصغيرة. هذا هو الكنز الذي اجتهدت في إخفائه عندما سرقني الألمان كل شيء.

فسألتها مري وهل يحتوي شيئاً من النقود؟

أجابت كلا. إن هي إلا بضعة أوراق شخصية ورسالة من أبي يقدمني بها إلى سيدة كهلة في إنجلترة كانت بينه وبينها علاقة مصاهرة، ولم تقع عيني عليها إلى اليوم وقد رضيت السيدة أن تقبلني في خدمتها كوصيفةٍ لها ومقرئة فإذا لم أرجع الآن إلى إنجلترة على أجنحة السرعة فقد تهجم على المكان امرأة سواي.

قالت مس مريك. أوليس لك من مورد آخر للحياة غير هذا المورد.

أجابت الأخرى. كلا. لقد أغفلوا في زمان طفولتي أمر تعليمي وتربيتي. كنا نعيش في العالم الجديد عيشةً خشنة موحشة فلست بالتي تصلح لشيء إنما أنا أركن إلى عون هذه السيدة فهي التي ستدخلني في خدمتها من أجل أبي.

وهنا أعادت المحفظة إلى جيب المعطف وختمت قصتها بهذه الكلمات إن قصتي لفاجعة محزنة، أفهل ترينها كذلك؟.

فأجابتها الممرضة في صوت شجي محزن مرير إن في الحياة لقصصاً أفجع من قصتك. وإن في هذا العالم لألوفا من التعيسات المنكوبات لا يسألنا من علالة أو سعادة إلا أن يبادلنك مكانك. . .

فارتجفت جريس وقالت وأي شيء يغبطن في حظ كحظي فانطلقت رفيقتها تقول يغبطن اسمك العف الطاهر، يحسدن خلقك النقي البريء. ينظرن إلى مقامك شريفةً في بيت شريف فتحركت جريس في مجلسها ونظرت إلى ناحية الممرضة نظرة عجب ودهشة وهي تقول ما أعجب ما تقولين.

فلم تجب الأخرى ولكن جريس أخذت تدني مقعدها من مجلس الممرضة وقالت أفي حياتك