للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متهماً مشبوهاً بل مخدوعاً مدخولاً في عقله، وأما الرجل العميق الروح. العميق الرغبات المحب للخير - وإن امتزاج هذا الخير بالقوة والشدة والجفاء - فينظر إلى المرأة نظر الشرقيين، يجب أن يعدها ملكاً من أملاكه، ومتاعاً محبوساً من أمتعته، ومخلوقاً قضت عليه الطبيعة بالخدمة وأداء واجبه الذي أعد له، يجب أن يقتدي في ذلك بحكمة آسيا العظيمة، وسمو غريزة آسيا، كما فعل اليونان القدماء - وهم أبدع ورثة آسيا وتلامذتها - إذ كانوا من زمن هوميروس إلى بركليز يشتدون في معاملة المرأة، ويظلون أبداً شرقيين إزاءها، فعلينا نحن أن نفهم ضرورة ذلك وحكمته وسداده.

إن هذا الجنس الضعيف لم يعامل في العصور الماضية بمثل هذا الاحترام الذي يعامل به اليوم. وهذا بفضل مزاج الديمقراطية الحديثة. فلا غرو إذا كان هذا الجنس يريد أن يسيء استعمال هذا الاحترام. لأن النساء يطلبن أكثر منه. وقد تعلمن أن يسألن حقوقاً أخرى ومطالب. حتى لقد كادت ضريبة هذا الاحترام تصبح مخيفة مفزعة، وجملة القول أن المرأة قد فقدت الحياء. ويجب أن نقول أيضاً أنها فقدت الذوق. إنها ابتدأت تتعلم أن لا تخاف الرجل. والمرأة التي لا تخاف الرجل. والمرأة التي لا تخاف تضحى أكبر غرائزها النسائية، وعلى هذا ينبغي أن نفهم أن المرأة قد بدأت تتلف الآن وتفسد.

إن تحرير المرأة الذي تطلبه النساء أنفسهن. ويصيح به معهن الفارغو الرؤوس من الرجال، ليس يراد به إلا إضعاف الغرائز النسائية وقتلها، إنها حركة طائشة بلهاء، حركة رجولية حمقاء، يجب أن تخجل منها المرأة الصالحة، لأن تركها الأسلحة التي أعدتها الطبيعية لانتصارها، واستباقها الرجل وتقدمها عليه وإزالة إيمانه بنسائيتها الأبدية فيها، واجتهادها في إغراء الرجل أن يجتنب عقيدته بأن المرأة يجب أن يحتفظ بها، ويحرص عليها ويرعى شأنها، ويتمتع بها كحيوان داجن، ضعيف ومفترس معاً، ليس ذلك كله إلا دليلاً على غرائز المرأة، ولا يقصد به إلا ترجيلها وتذكيرها!!