للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين - أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} - ثم أذن الله لنبيه عند ذلك في الهجرة.

هجرة النبي إلى المدينة

قال ابن اسحق وكان أبو بكر رجلاً ذا مال فكان حين أستأذن رسول الله في الهجرة فقال له الرسول لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً قد طمع بأن يكون رسول الله إنما يعني نفسه حين قال له ذلك فابتاع راحلتين واحتبسهما في داره يعلفهما إعداداً لذلك: حدثت عائشة أم المؤمنين قالت كان لايخطيء رسول الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار أما بكرة وأما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسول الله في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهر اني قومه أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها فلما رآه أبو بكر قال ماجاء رسول الله هذه الساعة إلا لأمر حدث فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله عليه وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر فقال رسول الله اخرج عني من عندك فقال يا رسول الله إنما هما ابنتاي وما ذاك فداك أبي وأمي فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا فاستأجرا عبد الله بن أرقط: رجلاً من بني الديل بن بكرو كان مشركاً: يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما قال ابن اسحق ولم يعلم فيما بلغني بخروج رسول الله أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر أما علي فإن رسول الله فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس وكان رسول الله ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم - فلما أجمع رسول الله الخروج أتى أبا بكر فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمدا إلى غار بثور: جبل بأسفل مكة: فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر وأمر عامر ابن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاراً