ومجوناً - وكان شرهاً لهماً دباغي المذهب طفيلياً جد بخيل. وكان لذلك كله حبيباً إلى النفوس كأنه مخلوق من كل نفس فكان مقرباً من الخلائف والأمراء وأهل بيت النبوة وأشراف العرب - وكانوا يتنافسون في طلابه والإختصاص بسمره ومجونه ونحن نختار هنا بعضاً من نوادره تفكهةً للقراء - حدث الرواة قالوا - قالت صديقة أشعب مرة لأشعب هب لي خاتمك أذكرك به قال أذكريني أني منعتك إياه فهو أحب إلي: وحدثوا أن أشعب صلى يوماً جانب مروان بن إبان بن عثمان - وكان مروان عظيم الخلق والعجيزة فأفلت منه عند نهوضه بعض ما يقبح. . . وانصرف أشعب من الصلاة فظن الناس أنه هو صاحب تلك الفعلة. . فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب وقال له الدية فقال دية ماذا فقال دية. . . التي تحملتها عنك وإلا شهرتك والله فلم يدعه حتى أخذ منه شيئاً صالحاً. وحدث رجل من الأشراف قال - قلت لأشعب يوماً لو تغديت عندي العشية فقال أكره أن يجيئ ثقيل قلت ليس غيرك وغيري. قال فإذا صليت الظهر فأنا عندك فصلي وجاء فلما وضعت الجارية الطعام إذا بصديق لي يدق الباب فقال ترى قد صرت إلى ما يكره قلت إن عندي فيه عشر خصال قال فما هي - قلت أولها أنه لا يأكل ولا يشرب. قال التسع لك أدخله. . . . وسمع أشعب امرأة تقول اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي فقال لها يا فاسقة أنت لم تسألي الله المغفرة إنما تسألينه عمر الأبد يريد أن الله لا يغفر لها أبداً. . . وحدثوا: أن لولين بن يزيد بعث إلى أشعب يوماً بعد ما طلق امرأته سعدة فقال له يا أشعب لك عندي عشرة آلاف درهم على أن تبلغ رسالتي سعدة فقال له أحضر المال حتى أنظر إليه فأحضر الوليد بدة فوضعها أشعب على عنقه ثم قال هات رسالتك يا أمير المؤمنين قال - قل لها يقول لك:
أسعدة هل إليك لنا سبيل ... وهل حتى ألقياته من تلاق
بلى ولعل دهراً أن يؤاتي ... بموت من حليلك أو طلاق
فأصبح شامتاً وتقر عيني ... ويجمع شملنا بعد افتراق
فأتى أشعب الباب فأخبرت بمكانه فأمرت ففرش لها فرش وجلست فأذنت له فدخل فأنشدعا ما أمره فقالت لخدمها خذوا الفاسق فقال يا سيدتي إنها بعشرة آلاف درهم قالت والله لأقتلنك أو تبلغه كما بلغتني قال وما تهبين لي قالت بساطي الذي تحتي قال قومي عنه فقامت