للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تمد الولايات المتحدة العالم بثلث مقطوعيته من القطن وبلغت قيمة ما جلبته إنكلترا من أمريكا في سنة ١٩١٥ - ما قيمته ٤٥ مليون جنيه ويزيد.

صحيفة المتسولين

ولم لا يكون للمتسولين صحيفة يومية خاصة بهم. إذا جئت باريس أيها القارئ وحمل إليك البريد رسائل كثيرة كلها مطالب قوم محتاجين فاعلم أن اسمك الكريم قد دون في صحيفة المتسولين. فإن متسولي باريس ككل هيئة منظمة في العالم يصدرون جريدة يومية خاصة بهم وحدهم يوزعونها على كل متسول في المدينة.

هذه الجريدة مقصورة على نشر أخبار الوفيات والمواليد والأفراح والولائم والزيارات الكبيرة والحفلات الخاصة ولا يطبع منها إلا عدد محدود فيستطيع المتسول أن يقصد المصادر التي يستجدي منها بدون أن ينفق الوقت عبثاً. ولا تكون هذه المصادر إلا عرماً أو مأتماً أو مسكن رجل غريب عرف بالإحسان وإسداء الخير.

الملوك يشغلون أموالهم

ويفتح أحدهم محلات للحلاقة

يظن أكثر الشرقيين أن الملوك لا عمل لهم في هذه الحياة إلا التربع في أريكة الملك والتحكم في رقاب العباد وأكل أطيب الأطعمة والتمتع بكل ما لذ وطاب ولكن الغربيين يعلمون الكثير عن ملوكهم ولا تفوتهم حركاتهم، وكما خلق الغربي ميالاً بطبعه إلى العمل وكسب المال كذلك لا يأنف أن يعمل ويتاجر ويضارب ويرابي ويفتح الأرض وغير ذلك من الوجوه التي تواتيه بالأرباح والمكاسب.

فملك إسبانيا صاحب مصنع للدراجات والسيارات وإمبراطور ألمانيا يملك قهوة في بوتسدام قريبة من قصره الملكي وجلالته يخصه حظ وافر من أرباح معمل الجعة في هانوفر وهو الصاحب الوحيد لدار صنعة الصيني الموجودة في كادنين وربحه منها ٩ في المائة لرأس مال قدره ١٠٠٠٠٠ جنيه وبطرس ملك الصرب صاحب صالون للحلاقة وإجزاخانة في بلغراد وكان جلالته قبل الحرب عميلاً لمصنع فرنسي شهير يصنع السيارات وملكة هولندا تحصل من معمل اللبن على كميات عظيمة تبيعها لبائعي أمستردام وملك ورتنبرج يستثمر فنادقه في (بيتس فورست) بما يجاوز ١٠٠٠٠ جنيه في السنة الواحدة.