بشأنه فقلت لها يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئاً لا أدرى ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك قالت هذا سهل بن حنيف بن واهب قد عرف أني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا علي أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطبي بهذا - قال ابن اسحق فأقام رسول الله بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الاربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة فأدركت رسول الله الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوناء فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة فأتاه عتبان بن مالك وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة: لناقته: فخلوا سبيلها فانطلقت - وهكذا صار كلما مر بقبيلة من قبائل العرب قال له رئيسها أقم عندنا يا رسول الله في العدد والعدة والمنعة فيقول لهم خلوا سبيلها فإنها مأمورة حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار ثم من بني مالك بن النجار وهما في حجر معاذ بن عفراء: سهل وسهيل ابنى عمرو: فلما بركت ورسول الله عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ثم تحلحلت ورزمت ووضعت جرانها فنزل عنها رسول الله وقال ههنا المنزل إن شاء الله فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله ووضعه في بيته ونزل عليه رسول الله وسأل عن المربد لمن هو فقال معاذ ابن عفراء هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان لي وسأرضيهما منه فاتخذه مسجداً فأمر به رسول الله أن يبني مسجداً ونزل رسول الله على أبى أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه ثم انتقل من بيت أبي أيوب إليها.
ثم تلاحق المهاجرون فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس أما المدينة فعم أهلها الإسلام.
وبعد ذلك ابتدأت الأعمال العظيمة من التشريح والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الدين مما نرجي الكلام عنه إلى موضعه ن تاريخ الإسلام الذي ينشر في البيان تباعاً إن شاء الله.