وأسوأ حالي، استجرت بعدلك من جور ابن الحكم فبمن أستجير من جورك ثم قال لو أعطيتني ما حوته خلافتك ما اعتضت بها بدلاً فقال معاوية أنت مقر يا إعرابي بأنك مطلقها ومروان مقر بأنه طلقها ونحن نخيرها فإن اختارت سواك زوجناها منه وإن اختارتك أعدناها إليك فقال افعل فقال معاوية ما تقولين أيما أحب إليكي أمير المؤمنين في عزه وسلطانه وشرفه أم مروان في عسفه وجوره أم هذا الإعرابي مع جوعه وفقره وسوء حاله فقالت منشدة:
هذا وإن كان ذا بؤس وإقتار ... أعز عندي من أهلي ومن جاري
وصاحب تاج أو مروان صاحبه ... وكل ذي درهم عندي ودينار
ثم قالت ما أنا بخاذلته لحادث الزمان ولا لغدر الأيام وإن لي عنده صحبة لا تنسى ومحبة لا تبلى وأنا أحق بصبري عنده في الضراء كما نعمت معه في السراء قال فتعجب معاوية من قولها ومودتها وأمر لها بعشرة ألاف درهم وردها إلى الإعرابي بعقد جديد صحيح.