بذهنية لا تفترق عن أذهان الأطفال والتلاميذ. وبأسلوب متهدم مريض يحمل جميع أعراض الهستريا أو التشنج العصبي. ولا يكاد يرتفع عن لغة المحضرين وكتبة العرائض ومترجمي إعلانات السينماتوغرافات. وإن روح الأستاذ الإمام لتخجل الآن أن ينسب إليها مجموعة من أبدع مجموعات السخف والركاكة واللغو وإنها أكبر إهانة لرجلٍ نقي الصفحة. جبار الذهن. عميق التفكير. مخلص النية. خرج من الدنيا فقيراً. شأن المصلحين والعظماء. ولكن لم يلبث المدعي التلمذة عليه أن أصبح بنكيرا ومن وراء الإصلاح الديني الذي يزعم أنه قائده الفرد. ووليه الأوحد كأن للإصلاح الديني أسهماً وسندات كالبنك العقاري اشترى السيد رشيد رضا منها ثلاثة أرباعها، وترك الربع في السوق لعلماء الأزهر. على حين أن في علماء الأزهر الشريف سادة أجلاء ومصلحين كبار الأذهان. يكاد يكون رشيد رضا إزاءهم بكل مجلدات مجلته في الصف الأول من الأميين.
وجملة القول ليس لنا إلا أن نقول كما قال الفيلسوف نيتشه هو المنار الأعلى لإقيانوس الكلام الفارغ!!. . كاتب
البيان كتب هذه الكلمة التمهيدية أحد كبار الكتاب بمناسبة تلك الضجة الكبرى التي أحدثها ذلك الشيخ زيادة في الإعلان عن نفسه - كتبها على الهامش تمهيداً لسلسلة كلمات يأتي فيها على منزلة هذا الرجل الحقيقة وسائر أعماله وما خفى من شؤونه والموعد قريب.