للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفقراء، ولكن حسب الإسكندرية فخراً أنها قامت وحدها بفضيلة المواساة، وتفردت بمحمدة التعزية، وليس ذلك إلا أن ليس بيتنا نحن القاهريين عظماء نفوس وكبار أفئدة، لأن كبار العاصميين مشغولون عن كل شيء بشؤون الحكومة وأحداثها، وأما كبار الإسكندريين فشغلهم الأكبر صالح المدينة، وخير الشعب وهم على رأسهم أمير جليل لا يزال اسمه في الخير والنيل والبر يعدل اسمه العظيم في سجل الإمارة وهو سمو الأمير الجليل عمر بن طوسون فهو لا يفتأ يمد الجمعية بالعون. ويشملها بالرعاية. بعد أن أوقف لها سبعة عشر فداناً من أجود أرضه تربة. ورجل عظيم مثل هذا في بلد واحد يكفي لان يجعل كل سكانها عظماء ثم لا يزال في رئاستها حضرة صاحب العطوفة الإسكندري الصميم محمد سعيد باشا. وهو خير خليق برعاية جمعية طيبة في مدينته التي ولد فيها لمواساة جيرانه ومواطنيه. ولعل أعضائها أبدع عقد من عقود الفضل وأروع قلادة من قلائد الكرم والحمية والغيرة. ووساطة هذا العقد والحبة الساطعة في هذه القلادة رئيسها العامل حضرة إبراهيم بك سيد أحمد وهو رجل خير محمود العاطفة. فياض الروح بمشاعر الرحمة والشفقة والغوث وإلى جانبه رجلٌ من أرق الناس حاشيةً وأعطفهم على الفقراء ومفتقدي العزاء والعون كبداً يكاد يذوب خفة روح، وكرم شمائل، ونعني به وكيلها الفاضل صاحب العزة محمد بك. لك رئيس كتبة الجمرك الإسكندري من قبل ثم هم جميعاً الأسماء الكبيرة المتألقة في الحياة الإسكندرية والشخصيات الظاهرة المتجلية في الشؤون العمومية ولذلك استطاعت جمعية المؤاساة بالإسكندرية أن تعيش وتتقدم وتزكوا ثمارها، بجانب أخواتها الجمعيات الخيرية الأخرى، لأن كل اسكندري كبير هو في نفسه جمعية بر كبرى.