وامتيازاته. فحالتنا هذه قد أصبحت موضع استهزاء الشرق وسخريته. وأصبحنا نحن في نظر سكان آسيا أعجوبة وأضحوكة ولو بعث الله يونان وروما القديمتين لنظرتا إلينا كما ينظر الشرقيون الآن.
وخلاصة القول أنه لا بد من إنزال المرأة السيدة عن منزلتها الباطلة المكذوبة إلى مكانها الحقيقي. أجل إذا كان هناك مخلوق يجب محوه من الكون فهو السيدة الأوروبية لأنها خارجة عن نظام الكون. نحن لا نريد السيدة وإنما نريد ربة البيت الخبيرة بشؤونها العلمية بطرق تدبيره، المأدبة المتواضعة الخاضعة العارفة وظيفتها ومنزاتها وقدر نفسها. غير الشامخة ولا المتغطرسة ولا المتكلفة ولا السخيفة التي أضحكت منا أهل العالم بالحمق والجهل والإدعاء الكاذب. ويعجبني ما قال اللورد بيرون في هذا الصدد وهو من بعض رسائله مركز المرأة في يونان القديمة معقول مستصوب - مركزها الحالي بقية من وحشية العصور الوسطى - عصور الإقطاعيات والفروسية - وذلك أنه مركز كاذب مصطنع - الواجب عليهن الإهتمام بشؤون البيت - وأن يطعمن الطيب ويكسين الجديد - ولكن لا ينبغي إختلاطهن بالرجال أو دخولهن في حومة المجتمع ويجب تعليمهن الدين ومنعهن من الشعر والسياسة - وأن لا يصل إلى أيديهن من الكتب إلا ما كان خاصاً بالفقه والطبيخ. وقد أبصرتهن يشتغلن في إصلاح الطرق في بلدة إيبيراس فرأيتهن يجدن هذا العمل أهم.
(البيان) فماذا يقول دعاة السفور بعد كلمة هذا الفيلسوف الألماني الكبير؟