الشيخ يشرف على بعض تركات وأوقاف طائلة، وكان قد رفع العمل الخاص بها إلى مساعده الشاب، ولم يلبث أن توفى المحامي الشيخ، فلم يبق إنسان يعرف دخائل تلك الأوقاف إلى المحامي الشاب، فدلت أحلامه على منشأ اضطرابه العصبي، إذ كان كل حلم منها يدل على نزاع حاد قائم بينه وبين نفسه.
فلما أتم طبيبه تشخيص مرضه قال له، إن بك نزعة إلى استلاب هذه الأوقاف أن نفسك تحدثك بوضع يدك عليها، ولكن ضميرك قذف جانباً هذه الإغراء، لأنك رجل شريف عدل، ولكنك تريد أن تقدم على ذلك، وأنت لا تشعر وهذه الحرب الناشبة في دخيلة نفسك قد حطمت جهازك العصبي.
فتبين للمحامي أن تلك هي الحقيقة وشكر للطبيب هدايته.
ولهذا العلاج الجديد مزية كبرى وهي تحصين الفرد من الخطر القادم فهو يقول لكل شخص أيها الإنسان، عليك نفسك احتفظ بها، إنك تشغل ذهنك بأمور تؤثر في نشاطك الحيوي، وإذا وقع لك اضطراب عصبي، فالتمس إيجاد السبب في نفسك وهو يقول للآباء احتفظوا بأبنائكم وحصنوهم ولا سيما من أنفسكم، من الإكثار من حبهم وتدليلهم أو تأنيبهم ومن الصدمات النفسانية ومن المشاهد التي تؤثر على شعورهم الغائب في وقت يكون فيه هذا الشعور هو أشد ما يكون في الطفل وأكبر العناصر المؤلفة لخلقهم في الحياة.