للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زمن تلعب بي أحداثه ... لعب النكباء بالرمح الخطل

نطلب الأكثر في الدنيا وقد ... نبلغ الحاجة فيها بالأقل

أخلق الناس الأخيرون كأن ... لم ينبوا جدة الناس الأول

ولقد يكثر من إعوازه ... رجل رضاه من ألف رجل

كأبي جعفر الطائيّ إذ ... يتمادى معطياً حتى يمل

وادع يلعب بالدهر إذا ... جدّ في أكرومةٍ قلت هزل

ذلّل الحلم لنا جانبه ... وإذا عزّ كريم الناس ذل

رابئ يرتقب العليا متى ... أمكنته فرصة المجد اهتبل

وأرى الجود نشاطاً يعترى ... سادة الأقوام والبخل كسل

ولابن المعتز:

كن جاهلاً أو فتجاهل تفز ... للجهل في ذا الدهر جاه عريض

والعقل محروم يرى ما يرى ... كما ترى الوارث عين المريض

كلمات حكيمة

قال بعض الحكماء: إذا أقبلت الدولة خدمت الشهوات العقول وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات، وقال: لا تحقرن صغيراً يحتمل الزيادة، وقال: لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده فإن الناس ليس يسألون في كم فرغ من هذا العمل وإنما يسألون عن جودته، وقال: إذا أنكرت من أحد شيء فلا تطرحه وأجل فكرك في جميع أخلاقه فلكل شخص موهبة من الله عز وجل لا يخلو منها، وقال: اتقوا صولة الكريم إذا جاع وبطر اللئيم إذا شبع.

صلحة

كان أبو الشمقمق الشاعر أديباً ظريفاً مفلوكاً وكان قد لزم بيته في أطمار مسحوقه وكان إذا استفتح عليه أحد بابه خرج فنظر من فرج الباب فإن أعجبه الواقف فتح له وإلا سكت عنه فأقبل إليه بعض إخوانه فدخل عليه فلما رأى سوء حاله قال له ابشر أبا الشمقمق فإنا روينا في بعض الحديث إن العارين في الدنيا هم الكاسون يوم القيامة قال إذا كان والله ما تقول حقاً لأكونن بزازاً يوم القيامة.