للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا فاته في الفطر صوم لأنه ... مواصل صوم عقبتاه سواء

قال الشارح: المعنى أنه لا يقطع الصوم في غير رمضان وكل نوبة من صومه مماثلة للنوبة الأخرى. . . قلنا فكأن الرجل صائم الدهر مواصل في صومه فإذا كان كذلك فما مماثلة كل نوبة من صومه للنوبة الأخرى؟ إنما أراد الشاعر أن ممدوحه على صومه في رمضان يفطر النفس لأن الدرس غذاء الروح وعلى فطره في غير رمضان صائم اللسان عن الفحش والهجر والهذر وصائم النفس عن المعاصي وثواب هذا الصوم يعدل ثواب الآخر.

ثم أهدى لنا الفواكه شتى ... والتحيات جل ذاك عطاء

قال الشارح: هكذا في الأصل ولعله قسم يعني أقسم بالتحيات أن هذا العطاء جليل: والصواب كالتحيات وهذا ظاهر لأن الفواكه كأنها تحايا الفصول وما زال الناس يحيي بها بعضهم بعضاً، وعلى أنها والتحيات فلم لا تكون معطوفة على الفواكه عطف تفسير (وفي صفحة ١١) بعد قول الشاعر في صفة الموز:

يشهد الله أنه لطعام ... خرمي يغازل الحسناء

وهو البيت الذي صححناه في العدد الماضي:

نكهة عذبة وطعم لذيذ ... شاهداً نعمة على نعماء

والصواب على ما يظهر أن الشطر (ساعدا نعمة إلى نعماء) ومن عادة ابن الرومي أن يكرر ألفاظه ومعانيه وأساليبه كما اتفق كثيراً وقد قال في صفحة ٤٤:

ما تعرفت مذ تعيفت طيري ... غير نعماء ظاهرت نعماء

فهذه هي مساعدة النعمة للنعمة التي أرادها في البيت والمعنى أن نكهة الموز العذبة وطعمه اللذيذ ساعدا نعمة المغازلة الخرمية. . . إلى نعمة الحس والتمتع به، (وفي صفحة ١٢).

إني للحقيق بالشبع السا ... ئغ من أكله وإن كان ماء

قال الشارح: يعني أنني الجدير بأن أشبع من أكله الهنيء وإن كانت مادته مائية قليلة الغذاء: وما نعرف أحداً يقول إن مادة الموز قليلة قوام الغذاء بل الموز كثير التغذية حتى قدروا أن مقداراً منه كمقدار من اللحم سواء، وإنما غرض الشاعر أن هذا الموز لحسن إساغته وانسرابه في مجاري الحلوق لا يقال في شبعت من أكله وإنما الحق أن يقال من