للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أصبحت العلاقة بينهما واهنة العرى وانتهى الأمر بأن سلمت بكين عاصمة الصين في ٨ يونيو عام ١٩١٥ فانتفع الرئيس يوان شي كي بالظروف الخارجية إذ كانت قد أحالت الأنظار عن داخلية المملكة، وانطلق يدأب على إقامة حكومة ملكية مطلقة وذلك بعون الحزب العسكري الذي يرأسه نيجان هوفاي ومجلس الوزراء تحت رئاسة تسان تشنج يوان ففي شهر أكتوبر نشر مجلس الوزراء قراراً بأن أعضاء البرلمان الجديد لهم أن يضعوا أصواتهم في صف الجمهورية أو يطلبوا إزالتها، وفي الوقت نفسه عمد يوان شي كاي إلى التنازل عن الشرف الملقى إليه وهو رئاسة الجمهورية، وإذ ذاك تداخلت دول الحلفاء وابتدأ تداخل اليابان وروسيا وانجلترا ثم جرت فرنسا على آثارها لكي تحول دون رجعة الحكومة الملكية المطلقة ولكن السواد الأعظم من ولايات الدولة كانت قد صوتت في صالح عودة الملكية، وفي الحادي عشر من ديسمبر أقر في الانتخابات العمومية على رغبة الشعب، وكانت خطبتان في المجلس كافيتين لقبول يوان شي كاي مراعاة لرغبة الشعب الأهلية، وفي الثالث عشر من ديسمبر احتفلت الصين بالإمبراطور الجديد، ولكن عهد يوان شي كاي بالحكم الإمبراطوري المطلق لم يلبث طويلاً إذ تلقى في الحادي والعشرين من ذلك الشهر من قائدين زعيمين من زعماء الولايات وهما الجنرال تسي نجو من ولاية نويان والجنرال تيانج كي يو من ولاية كيوتشو بلاغين مستطيلين، وطلباً إليه الإجابة عنهما في مدى خمسة أيام، فلما لم يجب، أعلنت الولايتان الاستقلال، وظلت الثورة أشهراً ثلاثاً ثم بدأت تخمد نارها بعد ذلك، ولكن لم يكد يهجم الربيع حتى امتدت نيران الثورة مرة أخرى فأقبلت على التمرد ولايات الغرب وأسهمت في العصيان، فعاد يوان شي كاي يلتمس صلاح ذات البين بالمفاوضات والملاينات والمسالمات، ولكن المفاوضة لم تغن شيئاً لأن هذه الثورة المشادة باسم الجمهورية لم تكن في الحقيقة إلى مأرباً من مآرب عدة من الموظفين والقواد والزعماء، وكذلك شاعت الثورة في الإمبراطورية كلها، إذ كان المجلس معقوداً للصلح في نانكين، فاستفحل الأمر واستعصى على يوان شي كاي، فلم يلبث أن وافته المنية فجأة في السادس من شهر يونيو بعد غلاب خمسة أعوام طوال وظلت الصين بعد موته مقسمة مفصومة العرى، إذ ثارت مطامع أهل الأغراض والدسائس، وكان يوان شي كاي الحائل دون رجعة الجمهورية، فلما قضي زال ذلك الحائل، وكانت اليد الألمانية