للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ليس الوقت مناسباً للتفكير في أمر ما مضي من جرائدنا وأن كنا من أمره في حسرة وألم ولكن في مقدورنا أن نطب لداء مجلاتنا رجاء أن تحيا حياة طيبة ولها في ظل العلم حرية لا ينالها ضيم.

يشكو أصحاب المجلات من قلة إقبال القارئين عليها ومطالهم في أداء حقوقها ومن الإنصاف أن نعترف بعدل هذه الشكاية.

ونرجو أن يحمل حب العلم قومنا على الاطلاع فإن من أدوائنا المستعصية أننا نقرأ قليلاً كما نرجو أن يكبر في النفوس خطر المروءة فلا يجرح المرء مروءته وهو ذو شرف وذو سعة من أجل دريهمات يؤدي بها ديناً لامرئ شريف النزعة باعه بها ليالي ساهرة وحشاشة نفس مجهودة.

على أنه يجدر بأصحاب المجلات أن لا ينسوا أنهم وضعوا أنفسهم في مقام الإدلاء لطلاب العلم ورواد البحث فعليهم أن يكونوا نصحاء أمناء أوفياء للعلم يعطونه قسطه من أنفسهم، نطالبهم بأن يؤدوا الموضوعات حقها فيبرزوها ناضجة محصها فضل الروية والبحث وأن يفسحوا صدورهم لآراء المخالفين ومناقشاتهم، نطالبهم بأن يخدموا تقدم العقول وحريتها وأن يحببوا العلم للناس ما استطاعوا بحسن اختيارهم وحسن بيانهم وحسن تصرفهم في نظام البحث ومناهجه.

والأمل معقود بالمجلات الشابة التي تقوم على إخلاص من أصحابها وعزيمة صادقة أن تحقق ما نرجو لمجلاتنا المصرية من الترقي وإنا لنرقب نهضتها ترقب الساري طلعة الهلال، ونحيي كل خطوة من خطواتها في سبيل الكمال.