للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صامتة هادئة، فجعلت أسائل النفس حائراً، أين رأيت مثل هذه الوجوه، لأنها لاحت لي كأنني كنت أعرفها من قبل.

ولكني لم ألبث أن تذكرت، لقد كانت بعينها الهيئة الهادئة المذهولة الحائرة التي كنت ألمحها في وجوه الخيل والثيران التي كنا نرعاها ونربيها في عالمنا القديم.

نعم، بلا ريب، أمثال هؤلاء الناس لا يستطيعون أن يفكروا في الانتحار!. . . .

يا الله! لقد أمست الوجوه مظلمة والأشباح معتمة في ناظري، وأين دليلي، لقد ضللته، ولماذا أنا الآن جالس فوق أفريز الشارع، آه، ماذا أسمع! هذا ولا ريب صوت مسز بجل صاحبة البيت الذي أنا فيه، هل كانت في سبات مثلي ألف عام، إنها تقول لي الآن أن الساعة الثانية عشر صباحاً، الثانية عشر فقط، هالوا!. . . .

هذا أنا في فراشي، أكان كل ذلك حلماً! وهل عدت إلى القرن التاسع عشر؟

فتحت النافذة فإذا بي أسمع حركة معركة الحياة القديمة، والناس يتقاتلون ويدأبون ويكدون والناس ضاحكون وباكون ومبتئسون ومبتهجون، يفعلون السوء، ويؤدون الخير، ويقعون وينهضون.

إذن إلى العمل، إلى العمل، فقد تأخرت في النوم، وليتني لم ألح على كؤوس الوسكي ليلة الأمس!