آباؤنا من قبل، ولا تختلف في شيء عن آداب العصور القديمة، بل إن قطار الحياة بطيء، ومركبات المدنية متراخية، والإنسان دأبه الاحتذاء وعبقرية التقليد، وندر ما يحدث، وقل ما يكتشف، وضؤل ما يخترع ويبتكر بل إن قانون الثقل الذي ننسبه إلى الأرض إذ تجتذب إليها الأشياء الصغيرة الحجم عنها لا يزال يطرد في الحياة وفي كل أنواع العلم والحضارة ولقد كنت أجتاز أمس عرض الطريق فرأيت بناة يهدمون داراً قديمة مهجورة وأطلالاً بالية فشهدت الفعلة يحملون الصخر كما كان يحمله من قبل عبيد طيبة ونينوى ورأيت أزواجاً وبعولاً يخرجون من المصلى والمعبد القائم في ناحية من الشارع فيدخلون ألحان الواقع في الناحية الأخرى منه طلباً لأقداح الشراب والتماساً للكأس يلحون عليها ولا أزال أشهد الدنيا تتبع شرائع وقوانين قديمة يوم كان قيصر رومة شاباً يانعاً، فلذلك لا أنى أقول. . . لا شيء جديد تحت الشمس.