حبه لزوجتين في عصمته إذ جعل يقسم بينهما بالسواء زمنه وماله وعواطفه ولم يعرف المرأتان قدر هذا الحب إلا بعد وفاة الرجل فراحتا تخلصان إحداهما إلى الأخرى وتحملان الحب الذي كان في جانحة الرجل لكل منهما.
٤ - لا شك في ذلك فقد حدث أن رجلاً من كبار القواد التقى بفتاة في صبيحة يوم فتزوجها في مسائه وعاشا على محض الحب والوفاء.
٥ - لا مشاحة في ذلك لأن زوجاً بلا حب إذا راح موفقاً مسهماً في النجح فإنه أشبه شيء باشتراك في متجر وتضامن على عمل.
٦ - أتظنون أن المرأة الدميمة تلوح كذلك في عيني الرجل الذي يحبها؟ فلكم من نساء قبيحات أرسلن وحي الحب في أفئدة على مر الزمن وكر الغداة والعشي.
٧ - هذا سؤال صعب الاهتداء إلى حله ولا يستطيع إنسان أن يجيب عليه ولكن لنتوقع أن يزهر الحب في تأثيره العظيم فيبقى آخر الحياة فكذلك يعتقد الروحانيون.
آراء البارونه اورسازي
وقالت البارونه اورسازي، وهي من أكبر الروائيات في العصر الحديث، وأخبر الكاتبات بالحب، وقد وضعت عدة من الروايات في الثورة الفرنسية، بذت فيها ديماس وأبدعت الإبداع كله، وقد اختلفت آراؤها في بعض النقط عن آراء الكاتب الذي بسطنا أجوبته:
١ - يصعب في المسائل التي تمت إلى علم النفس بسبب أن يرسل الإنسان القول عامة، ويعمم في رأيه، ولكن لنا أن نذهب إلى القول بأن حب المرأة أقوى من حب الرجل، لأنه أجلد منها على المقاومة والمغالبة، وأقدر على الاستمرار والبقاء، والحب عند الرجل - ونعني بالحب أسمى مراتبه وأطهر أنواعه، ولا نقصد بذلك إلى الحب الجنسي وإن كان قوياً شديداً - يجب دائماً أن يكون مقروناً بالاحترام والإعجاب بالخلق أو الذكاء النسائي - والرجل لا يستطيع أن يطاوع النفس فيتزوج بالمرأة التي لا يشعر من ناحيتها بشيء من الاحترام، ولذلك كان خليقاً بنا أن نذهب إلى أن في حب الرجل للمرأة تقديراً وتفكيراً معيناً إذ يحسب لحبه حساب الشرف والنبل وفضل المرأة التي يحب ومحاسنها، ولكن حب المرأة نقيض هذا الحب، إذ المرأة لا تحب الرجل لنبل قدره وفضله، ولكن كثيراً ما يكون حبها إياه على الرغم من ذلك، فإنها قد تخف إلى بذل مهجتها وسويداء قلبها طوعاً