وأقوى أعصاباً، وأشد وفاء من الرجل الذي يقع فريسة سهلة ذلولاً لفتنة امرأة حسناء، وهنا لا بد أن نقصد كذلك بالحب في أرق جوهره وسلطانه ونعني به العاطفة الكبرى، لا الرغبة الشهوانية الجسدية ليس غير.
٧ - الحب الحقيقي التام يبقى بلا ريب آخر الحياة، ولا يستطيع شيء في الأرض أن يقتله أو يذهب به ويبلى جدته، وقد تسأمه الحواس، ولكن الرابطة الروحانية تظل باقية بعد أن خطت يد الزمن خطوطها ووضعت طابعها وغضونها ومكاسرها في وجه الحبيب، والحب التام معناه الإيمان التام والثقة التامة والرفقة التامة للذهن والبدن، والاشتراك التام في المصالح والأفكار والخواطر والمطامع والأماني، وجميع قوى الظلام من حزن ومتعبة وسآمة وضجر وإغراءات نفس لا تستطيع أن تحدث أثراً في تلك القوة.
ومثل هذا الحب الطويل العمر يوجد فعلاً، أكثر مما يتوهم الناس ولكنه لا يريد أن يعلن عن وجوده أمام عالم شهواني وقح.
أجوبة وليام لكيه
ورد وليام لكيه وهو من أكبر الروائيين في العصر، وتعد رواياته بالعشرات، ولا يزال اسمه كل يوم يدور في صحف الغرب فقال:
١ - المرأة عادة هي التي تقوم بتضحيات أكبر من تضحيات الرجل وكل امرأة تحن إلى الحب، على حين ترى الرجل كثيراً ما يعد قلب المرأة صغيراً ويستخف بعاطفته والرجل الكبير لا يلبث أن يروح عند المرأة معبوداً، وعبادة البطولة وهي إعجاب يكاد يكون حباً، لا تزال في جانب المرأة.
٢ - إن إظهار المرأة حبها قبل أن تستوثق من أن الحب بينهما مبادل، قد يصغر في بعض الأحيان من قدرها في نفس الرجل فلعله قد يقرفها بالطيش ويرميها بخفة الحلم، ويتهمها بالتسرع، فينبغي للمرأة أن تحاذر من إظهار حبها وعليها أن تأخذ بالثبات وتتظاهر بعدم الاكتراث وتبدو في سكون وصبر حتى يعلن الرجل أولاً عن حبه.
٣ - كلا، ولا ريب، فإن الحب الصادق هو عاطفة موقوفة على شخص واحد، والعلم بعده ضئيل في النظر، والناس دونه تافهون، على أن الحب الأفلاطوني - وهو لا يزال يختلف عن الحب الحقيقي - قد يجوز للرجل أو المرأة أن تستشعر عاطفة عميقة لأشخاص