للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسمع منك طول حياتي شيئاً آخر!.

وقال عن الشاعر ما كولي مؤرخ انجلترا العظيم، يحتاج إلى أصول الإيمان.

ثم كتب عنه بعد ذلك، مخلوق مسكين، لا حيلة له إلى فهرسة الأدب والتاريخ ولا خيال فيه ولا روح، كافر ملعون له نظارات، ولا عينان وراءها ووصفه في موضع آخر فقال هو شلال نياغرا في الكلمات والنظريات والآراء العادية السقيمة، وكل ما كان فيه قد تحول الآن إلى لسان، وقال عن كتب التاريخ التي وضعها ما كولي ليس فيها معنى قط، بل هي ليست إلا مجموعة من الرياح الكلامية الفارغة.

وقال عن الكاتب شارلز سامر، لا إيذاء منه مطلقاً، هو أشبه بقطعة النقود الممسوحة التي زالت عنها جميع آثار سكتها!.

ولم تقتصر دعاباته هذه على الكتاب والشعراء بل تناول جمعاً من القواد والعظماء أيضاً ونحن ننقل شيئاً منها.

قال عن مازيني - رجل من قواد إيطاليا العظماء - أنه رجل صغير جميل مفعم بالإحساسات والنغمات والفضائل!

وعن لويس نابوليون - رجل غشاش نصاب رأى الناس مستعدين لقبول الغش فغشهم، وقال عن نابليون بونابرت: إن ذهنه أشبه شيء بمنجم منطفئ، هو ممثل تراجيدي مضحك، أو ممثل مضحك مبك، وذكر أيضاً عنه هو نابليون هو قاطع الطريق في التاريخ الإنساني!

وعلى ذكر ذلك نبسط للقراء حادثة غريبة، وهي أن نابليون عندما كان في إيطاليا، لتتويجه ملكاً عليها، أقيم ثمة مرقص عظيم في ميلان - بعد حفلة التتويج بزمن قصير، فلمح نابليون سيدة وضعت في مشدها باقة من الزهر فخطفها من صدرها وقال: إن الطليان كلهم لصوص! فأجابت السيدة بكل أدب - كلا يا مولاي ليسوا جميعاً، ما بونابرت! ومعنى العبارة الأخيرة، أنت فقط يا لصي!

وكتب يوماً نابليون إلى الماجور شل وكان رئيس حزب في إيطاليا كتاباً بهذا العنوان: إلى شل زعيم اللصوص! فرد عليه بكتاب جعل عنوانه: إلى بونابرت زعيم جميع اللصوص!.

وقال عن ثكري - وهو من أكبر كتاب انجلترا المعدودين - رجل متوحش عياط، جائع.