للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يعز عليهم وسائل الاستصباح ومواد الإضاءة والاستنارة فيبيتون في ظلام حالك، وتنحدر البلاد في هوة سحيقة من الأعتام، والبلاء الذي يختفي وراء أستار الظلام، وكان القوم يقتصدون في الغاز، ويستحثون بعضهم البعض على استخدام الحكمة والروية والحزم والتدبير في إنارة مصابيحهم، واستهلاك المواد المختزنة لديهم، ولكن ظهور وسيلة أخرى في هذه الأيام تزيد مواد الاستصباح مادة، والاهتداء إلى طريقة طريفة للإنارة والإضاءة، نبأ عجيب، وحادث طلي جديد.

وذلك أن العالم موليش - وهو من كبار علماء النمسا - وسادات الاختراع فيها - قد أكد في بعض ما أخرج من أبحاثه الأخيرة أن في الإمكان القراءة على نور قطعة من لحم العجول أو الضان أو قطعة من البفتيك أو لحم الخنزير ولكن لم يقل ذلك العالم شيئاً عن المقدار الواجب الذي يستطيع الإنسان به أن يحدث ضوءاً كافياً يهتك حجب الظلام، وعجيب أن يستطيع الإنسان أن يجلس إلى قطعة من اللحم فيستضيء بها، ويقرأ كتبه الممتعة وأسفاره المحبوبة على نورها، ثم يعود فيأكلها كلها ويتعشى بها.

على أن الحقيقة المقررة هو أن جميع اللحمان تحتوي ميكروبات تحدث نوراً وتخرج ضوءاً، ويقول أن السجق أي اللحم المحتوي على التوابل يزيد في ذلك الضوء، ويخرج نوراً باهراً ويعين الميكروبات التي في اللحم على أن تضطرم فيكون منها نار كافية للجلوس إلى مكتبك وقراءة كتبك ودروسك وأبحاثك.

فمتى يحقق هذا المبتكر، حتى يكون القصابون في الدنيا مشاعلية كذلك!.