من الحق، فإن الإنكليز والطليان والفرنسيين مولعون بألحان، ولا نظن إلا أن الألمان سيحتجون إذا كان إبطال الشراب سيهدد جعتهم وحدائق البيرة التي أنشأوها في جميع مدنهم.
فتاوى أخرى
وقد كتب الأميرال السير برسي سكوت في أسطر قلائل فقال: لا أرى أن في الاعتدال شيئاًُ من الأذى، فإن شرب الجعة أو النبيذ أو الكحول على المائدة، أو في ثنايا الأكل، وخلال الطعام، لا يحدث أي ضرر.
ويقول الأميرال سمث، وهو من بحرية الولايات المتحدة:
إن المسألة هي من كثير من الوجوه سياسية بحتة، ويلوح لي أن أمثال هذه المسألة يجب أن تبت فيها كل أمة بنفسها بما يبوافق طبائع أهلها وعاداتهم ومشاعرهم.
ولعل الرجل مصيب فإن مطالب ساكن لابلند أو البلاد القصية في القطبين المتجمدين لا تشابه مطالب سكنة المناطق الحارة أو المعتدلة، ولهذا كان حقاً على كل أمة أن يكون لها من ناحية هذه المسألة الاجتماعية تشريع خاص، وسنة منفردة، تصلح لها ولجوها عادات أهلها.
رأي كونان دويل
أما الروائي المشهور كونان دويل: فلم يرض لنفسه أن يكون متطرفاً في الرأي، بل آثر أن يبكون وسطاً بين الطرفين، ويصلح بين النهايتين، فلم يوافق طلاب إبطال الشراب دفعة واحدة، ولم يسكن إلى دعاة الإكثار منه والإدمان عليه، بل أوجز يقول:
إنني أميل شخصياً إلى إنقاص قوة الكحول، وشدة الشراب، حتى تكون المشروبات الخفيفة من نبيذ وجعة مباحة مشروعة، ولا أستطيع أن أقول بإباحة شراب المشروبات الكحولية بأية حال.
رأي المستر والتر باروت
وقد جاء والتر باروت برأي مزجه بالفكاهة، وخلطه بشيء من المجون، ولكن لا يزال يشتم من رأيه الفكاهي رائحة تحبيذه الكاتب هيلير بيلوك إذ قال: هؤلاء المنهجيون