للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سميتر، وهي من أنبغ نوابغ فن الموسيقى وأكبر وضاع الألحان، قالت:

لا أعتقد أن الذين لم تكن لهم علاقة بالمسألة التي سألتموني أن أدلي برأيي فيها، يستطيعون أن يدعوا أن لهم حق الإدلاء بآرائهم، وهذا أمري، وتلك حالي، على أنني أقول أن لي حاسة قوية ضد إبطال أمر لا ضير منه إلا إذا أكثر الناس منه وتغالوا فيه، وطلبوا المزيد والغاية منه، لأنني أرى أن ذلك يبعث على تشجيع التحبب إلى الشيء الذي يمنع، والأمر الذي يبطل، ويقتل الإرادة ويودي بفضيلة ضبط النفس، ومغالبة الشهوات.

رأي الشاعر دويسون

ولعل أغرب الآراء التي جاءت في هذه المسألة، وأحسن ما نختم به هذا البحث كلمة الشاعر دويسون، وهو رجل يسند اليوم في حدود الشيخوخة، وإن كان قد قصر البحث على نفسه ونظر إلى الأمر من ناحيته، ولم يوغل في الموضوع، ويتناوله من جميع أطرافه قال:

أنا رجل شريب ماء منذ أعوام عديدة، ولهذا أميل بالطبع إلى تعميم شرب الماء، قبل غيره من ألوان الشراب.

وقد أصاب الشاعر مقطع الحق، بعد جميع هذا البحث والتحكيم

(٣) هل يجوز للأزواج أن يتكلموا في المجالس عن زوجاتهم

وضعت مجلة من كبريات المجلات في إنجلترا هذا السؤال الغريب، على مائدة البحث وساقت الكتاب إلى الإجابة عليه والإفصاح عن رأيهم فيه، فكان من بين الذين أنشأوا الأبحاث المستفيضة عنه كاتب من كبار الكتاب، آثرنا أن ننقل رأيه لقراء البيان، قال:

هناك وسيلتان راجحتان للفرار من متاعب الزوجية، وإغناء النفس عن هموم الأسرة، والعيش في نجوة من آلام الزيجات وهي إما أن لا يتزوج الإنسان مطلقاً وإما أن لا ويلد ولا يخرج إلى نور الدنيا.

ومن العبث أن نكسر جرة اللبن، ونسقي الأرض شراباً، ونبكي عليه، ونندب ما سال منه، ونقول يا ليتنا كنا تراباً، ومن السخف أن نجر علينا الهموم بأيدينا، ثم نبكي من أثقرها ونعول ونأسف ونتلهف، بل لا فائدة مطلقاً من وراء التسخط على زوجة غير صالحة، وذك شريكة لا خير منها، فإن ذلك لا عدل فيه ولا طائل تحته ولا يليق بك ولا بزوجك،