وقد ابان العلامة تيلور في كتابه (الديانات الأولى للإنسانية) براهين عدة على العقائد والمشاهدات التي تدل على أن فكرة مناجاة الموتى وتنفيذها كانت معروفة في جميع أنحاء العالم قديماً وحديثاً.
وعادة مخاطبة الأرواح عامة في الصين حتى اليوم، وطريقتهم في ذلك أنهم يستخدمون نوعاً من التختة أو الصابورة يلجأون إليها في قراءة المستقبل، والحفلة التي تعد لذلك علنية، تقام أمام هيكل في معبد، وتدفع الرسوم عند الدخول وهي تخص القساوسة، ثم إذا انتظم عقد الحفل سأل السائل ما يريد فيكتب السؤال في ورقة ثم تحرق أمام المذبح قبل ان يتمكن أحد البتة من معرفة ما فيها، ثم يتلقون الجواب من الله إذ يرتفع صوت غريب بألفاظ تخط فوق صينية من الرمل كلمة فكلمة وقد ثبت من التاريخ الصيني أن هذه العادة يرجع منشأها إلى عدة قرون ماضية.
على أن الإسبراتيواليزم في شكله الحاضر، وحركته اليوم في بلاد الغرب، يعود تاريخه إلى عام ١٨٤٧ وذلك أن في شهر ديسمبر من تلك السنة تقاطر الناس وازدحم القوم على باب رجل يدعى جون فوكس كان يعيش إذ ذاك في ولاية نيويورك، في الولايات المتحدة وكانت أسرة الرجل تتألف منه هو وزوجته وفتاتين أحدهما تناهز الربيع الخامس عشر وأختها في الربيع الثاني عشر، وإذ أذاع الناس عنه أن له اتصالاً بالأرواح، إذ سمع الناس روحاً تتكلم في بيته فقالت الروح أنها كانت تشتغل في هذه الحياة بائعاً من باعة الأسواق الطوافين الجوابين وأن عمره في الواحد والثلاثين وأنه قد ترك أسرة تتألف من ثلاث بنات وولدين وأنه قتل من أجل ماله، فذاع الخبر عن ذلك البيت، وانطلق ألوف الناس ليروا وليسمعوا، حتى انتهى الأمر بأن ظهرت هذه الظاهرة كذلك في عدة بيوت وسرت العدوى إلى الولايات الشرقية، ولبث الخلاف والشكوك بضع سنين في هذا الشأن فمن مصدق ومن مكذب، فوقعت التهمة على ابنتي الرجل فوكس فاعترفت إحداهما بأن الدقات التي كانت تسمع إذ ذاك هي أثر دقات ركبتيها فوق بعضهما، وقد تأيد هذا الاعتراف بأن شهد ثلاثة من الأطباء بأن الدقات التي كانت تسمع لم تعد تسمع عندما أمسكوا بركبتي الفتاة ولم يدعوها تصدمهما إحداهما بالأخرى، ولكن دلت الأبحاث التي قام بها بعد ذلك السير وليام كركس، وهو من أبطال هذا العلم، والأبحاث التي أجراها السير أوليفر لودج بعده، على أن