للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الملك، والدست الذي يتربع فيه، وتيار المظهر الضخم الفخم الذي يلتطم بين شواطئ العالم، كل هذه - أيتها الأبهة المتطرفة في العظمة - إذا جمعت في شخص واحد، ونامت في سرير واحد، لا يمكن أن تظفر من النوم الهادئ بمثل ما يظفر به العبد الوادع، الصحيح الجسم، الخالي الروع، إذا قصد فراشه وفقد امتلأت معدته من خبز حصل عليه بكده ونصبه!!.

أجل. ما أراها إلا بليلة مظلمة كأنما تجمعت من دخان الجحيم بينما ذلك السوقي الحقير، الذي يتصبب عرقاً طوال يومه أمام عين فوبس (إله الشمس) يظفر إذا نام بليلة هانئة رخيمة تجمعت من ظلال الجنة!!.

وما هو إلا أن يدركه فجر الغد فينهض من سباته ليعضد هايبريون (سائس مركبة إله الشمس) ويعاونه في تجهزي خيله.

وكذلك يمضي سنيه المطردة المتعاقبة في العمل المنتج إلى أن تسكن نأمته ويسكن رمسه.

فلولا الأبهة وحدها لكان هذا العامل المغمور الذي يسلخ نهاره في العمل المضني، وليله في النوم المريح، أسبغ نعمة، وأسمى مكانة من الملك.

وليته يعلم - وما أراه عالماً وهو فرد من أفراد الشعب الذي يستدر رزقه من أخلاف الأمن العام - كم يتكلف الملك من الجهد عند ما يريد نفسه على توطيد دعائم هذا الأمن.