للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الحب ولا ريب يروح أقوى وأشد سلطاناً، وأفعل أثراًَ إذا اجتمع معه التهذيب ونور العلم والتجربة.

ولهذا ينبغي أربعة أمور:

(أ) أن يكون الأبوان على علم وتربية كافيين.

(ب) أن يعملا على أخذ نصيب من علم التربية المنزلية.

(ج) أن يكون الأبوان (الأم والأب معاً) على شيء من التجربة العملية.

(د) أن تربى المراضع والمربيات التربية الواجبة.

(٤) اتفاق الآباء على نوع واحد من التربية

لو كان معلمو المدارس متعلمين أكمل تعليم فلا خطر إذا خرج من المدرسة مدرس وحل محله معلم آخر، على أننا إذا زرنا فرقاً متعددة من مدرسة يعلم فيها معلمون أكفاء، فإن أي فارق نراه في الأطفال لا يكون باعثه إلا المدرسون أنفسهم، وكذلك لو كان الأبوان والمراضع والمربيات جميعاً على مقدار متساو من علم التربية المنزلية، ولكن للأسف ليس الحال كما نريد، فإنك ترى للأم والأب والمرضع آراء مخالفة جد المخالفة عن صاحبه في المثل الذي يضعه، والقدوة التي ينشأها لطفله، وليس الطفل المسكين إلا أن يذعن لقوانين ثلاثة من الخلق، ويتقبل ثلاثة مبادئ في التربية، ولهذا ينبغي للأبوين أن يكونا على علم تام بالخطر الذي ينجم عن هذا الاختلاف وأن يعملا على استخدام مبادئ واحدة وأن يطلبا إلى المرضع - إذا كانا قد استخدما للطفل مرضعاً - أن تنفذ تلك المبادئ وأن لا تحيد عنها إلى مبادئ لها خاصة وأرى أن يحسن بالأبوين أن يضعا معاً طريقة معينة في التربية أو أن يستعينا بمشد عام فيها، ولو اتبعت هذه النصيحة لتحسنت روابط الزواج بين الزوجين.

(٥) أثر الأطفال الكبار في الصغار

قد يحتمل أن يكون لك ابن أو طفل واحد، فإذا كان ذلك فقد نجوت على الأقل من خطر واحد شديد، وإن كان الطفل ولا ريب سيخسر كثيراً، من جراء افتقاره إلى رفاق معه وأخوان. ولكن قد يحتمل كذلك أن يكون لديك أطفال كثر فإذا كان الأمر كذلك، فإنك ولا ريب ستعاني أمراًَ لا مرد عنه وهو أن كل طفل سيقلد أخاه، وهذا التقليد يبين في أول