للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم

يرى الجبناء أن العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيم

ثم قال الأمير: وهل لا يرى أخونا المصري لأبي القاسم ابن هانئ الأندلسي شاعر أمير المؤمنين المعز لدين الله ما يستأهل به أن يلز مع المتنبي في فرن؟ فقلت: إني أخشى يا مولاي أن أصرح برأيي فقال: قل وأنت آمن. فقالت: إني لا أشبهه يا مولاي إلا برحى تطحن قرونا. وني كلما أنشدت شعره فكأني أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، فأربد وجه الأمير غضباً ثم تحالم وقال: وهل يقال مثل هذا فيمن يقول:

يا بنت ذي السيف الطويل نجاد ... أكذا يجور الحكم في ناديك

عيناك أم مغناك موعدنا وفي ... وادي الكرى ألقاك أم واديك

منعوك من سنة الكرى وسروا فلو ... عثروا بطيف طارق ظنوك

حسبوا التكحل في جفونك حلية ... تالله ما بأكفهم كحلوك

وجلوك لي إذ نحن غصنا بانة ... حتى إذا احتفل الهوى حجبوك

ويقول في أبيات في وصف الخيل:

تكاد تحس اختلاج الظنو ... ن بين الضلوع وبين الحشى

ومن رفقها أنها لا تحس ... ومن عدوها أنها لا ترى

وتحسب أطراف آذانها ... يراعاً بريد لها بالمدى

جرين إلى السبق في حلبة ... إذا ما جرى البرق فيها كبا

ديار الأعزة لكنها ... مكرمة عن مشيد البنا

وهل لمولانا المعز الذي يقول مثل هذا الشعر

أطلع الحسن من جبينك شمساً ... فوق ورد في وجنتيك أطلا

وكأن الجمال خاف على الور ... د جفافاً فمدّ بالشَعر ظلا

أن يقرب ابن هانئ إليه ويؤثره على غيره ويعتز به ويفاخر لولا أن رآه من الشعر بحيث لا يكاد يتخلف عن المتنبي؟ بلى وإذا كان في المشرق المتنبي ففي المغرب ابن هانئ. وإذا كان فيه عبد الله بن المعتز فعندنا ابن مولانا المعز - الأمير أبو علي تميم الذي يقول: