للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البشاشة وسطور الابتهاج حول شفاه الرجال - ابحث عن بريق الجذل ووميض الظرف والفكاهة في أعينهم - فأينما وجدت ذلك فتشبث بصاحبه واعلم أنك قد ظفرت بما هو خير لك وأفضل من أدونيز وهرقل.

إني أرى بين الاثني عشر رجلاً المختارين صديق صباي المعشوق. ورفيق شبابي المرموق اللورد تيتون. وإني لا أتردد لحظة في تمييزه دون الباقين باختياري. وإفراده من بينهم بإيثاري، فلقد كان وجهه عنوان شخصيته الساحرة وصفاته الباهرة. إذ كان عليه سيماء الفحولة والقوة خالياً من أدنى ظل للعنف والقسوة. وسيما النبوغ الفني خالياً من أدنى معاني الأنوثة والضعف، ودلائل الملكات الذهنية الباهرة خالياً من أدنى شواهد الغرور والزهو. وقد كان مع كل هذا مكللاً بأجمل المزايا البشرية - مزية الطلاقة والبشاشة ورقة الظرف وحلاوة الفكاهة، واحسرتاه لقد عاش ومات أعزب.

رأي المس إيليس جفريز

لا أدعي الخبرة بعلم الفراسة بأية حال. ولذلك فإني أستصعب ما أسند إلي من هذه المهمة، وإني لأسأل القارئ، أيصح لامرأة أن تجعل جمال المنظر وحده أساساً لاختيار رفيقها في الحياة؟ أما أنها لو فعلت لكان أقل ما في الأمر أنها تعرض نفسها لخطر جسيم فلقد جاء في قديم الأمثال (إنما الجمال جمال الفعال) وإني لأرى الاثني عشر رجلاً المختارين ههنا قد أتو من الفعال الجليل والجميل وأتوا كذلك القبيح والدنيء.

إن القوة البدنية لمن الفضائل المحمودة، والمحاسن المحسودة. كما أن الذهن المولع بالمخاطرات والمجازفات البعيد الطمحات المتوقد الحركات لهو من أشرف المزايا وأجل الصفات. ومن أجل ذلك كان موضع اختياري ومحل إيثاري هو اللورد كتشنر. وإني في اختياري هذا مدفوعة بفرط إعجابي بالرجل وعظائم أفعاله. وبدافع أشد من ذلك وأعظم وهو ما يبدو على وجهه من إمارات الرقة والعطف والبر والمروءة - كافة العناصر الإنسانية - وهو عكس ما ينسب إليه من الجمود والجفاء والعبوس والصمت وفقدان العاطفة وقلة المؤاساة للغير. هذا لا ينافي ما قد يبدو عبينه أحياناً من النظرات القارة القارسة. النافذة القارصة. عند مقتضيات الأحوال. ولكني إذا نظرت في الصورة المعروضة خيل إلي أن عين الرجل تلين وتسجو وتخلع عنها نظرة اليأس والقسوة عندما