للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدلو، والحوت، والحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان.

وكونت في السماء، عدا هذه الأبراج، من ثلاثين إلى ستة وثلاثين مجموعة منها المثلث، والقوس، والنسر الطائر، والثعبان، والكأس، والسفينة.

ولقد علم الأقدمون وثبت لديهم أن النجوم تظل مضيئة في السماء نهاراً كما تبين ساهرة ليلاً. ولتلك من أعظم ما استكشفوا وأهم ما وصلوا إليه، إذ أنها أول استنتاج لحقيقة لم يروها بأعينهم بل كان رائدهم إليها التفكير ليس غير. وإن هذه النتيجة أيضاً من القدم بحيث لا يعي التاريخ لها اسماً تعزى إليه.

ومن آثار الأقدمين أيضاً أنهم استكشفوا أجراماً خمساً لا تتحرك كقطعة واحدة في المجموعة السماوية بل تشابه الشمس والقمر في أنها تسير وتغير أماكنها بالنسبة للنجوم الأخرى. وأنها لتشابه القمر على وجه خاص في أن نورها ينقص ويزيد من آن لآخر. فأطلقوا عليها اسم (الكواكب أو السيارات) ليفرقوا بينها وبين النجوم الثابتة. وهذه النجوم هي:

عطارد: وهي أقرب الكواكب إلى الشمس وأسرعها سيراً. وهو لا يظهر إلا أحياناً على مقربة من الأفق بعد غروب الشمس أو قبل شروقها مباشرة.

الزهرة: وهي ثاني الكواكب قرباً إلى الشمس، وتلقب (بنجمة العشاء) عندما ترى بعد الغروب وبنجمة الصباح عندما ترى قبل الشروق.

المشتري: ويضاهي نوره - في بعض الأحيان - ضوء الزهرة وهي عند تمامها.

المريخ وزحل: ويكون نورهما كنور أسطع النجوم الثابتة عندما يأخذان من السماء مكاناً حسناً.

ولا يهذبن بك الوهم فتظن أن الأقدمين قد جهلوا شكل الأرض، فإنهم قد علموا ذلك علم اليقين. وأثبتوا كرويتها من عدة قرون قبل الميلاد، ببراهين لا تقل وضوحاً وجلاءً عن تلك التي نقرؤها في أحدث كتب الجغرافيا وأن منهم من قاس قطرها أيضاً كما سيمر بك في الرسالة الثانية.