ليست الأرض كما يتوهم البعض بجماد وإنما هي مسكونة بملايين من المخلوقات الحية. هذه المخلوقات المكروسكوبية هي التي تساعد على نمو النبات، وطبخ السباخ وتهيئته طعاماً سائغاً له. وكلما زاد عدد هذه المخلوقات زاد عملها. وأفادت الأرض وزادت الخصوبة.
الطريقة التي تزيد عدد هذه المخلوقات هي الطرق التي نطلبها نحن بني الإنسان أنا نطلب هواء جيداً ونوراً ساطعاً وشمساً تنقي الجو.
كيف نصل لذلك؟
بالحرث، إن المحراث الجيد هو الذي يقلب عالي الأرض سافلها، حتى تنقلب الأرض التي كانت معرضة للشمس، وتحل محال الأرض التي لم تكن كذلك لتصير الطبقة الزراعية موطناً صحياً للحيوان والنبات الذي يسكنها.
والمحراث المصري الذي بين أيدينا لا يقلب الأرض جيداً. فالحرث إذن ناقص نقصاً هائلاً من الوجهة العلمية العملية التي تنطبق على الشروط التي تزيد خصوبة الأرض وفوق ذلك أن المحراث البلدي لا يقاوم صدمة الأرض. وليس بالسهل إيجاد حراث ماهر. والدليل على النقص الهائل في تركيب محراثنا هو أن المزارع مضطر أن يحرث الأرض مرتين وثلاثاً حتى يمر المحراث بكل جزئيات الأرض. وانظروا كم من الوقت يضيع في هذه العمليات.
ما هو المحراث الذي يصل بنا للدرجة القصوى من المحصول؟
هو المحراث الذي يقلب الأرض جيداً، ولا يمنعه جفاف الأرض عن السبر ويمكنك أن تحرث به على أي عمق تشاء، وفي الوقت نفسه يقضي على النباتات الضارة باستخراجها من جذورها. ويدفن السباخ إلى الطبقة الأرضية حيث تجدها جذور النباتات بسهولة. ويحفظ المياه في باطن الأرض حتى إذا تأخرت المناوبات وجد النبات من رطوبة الأرض منهلاً عذباً. ويزيد سمك الطبقة الزراعية فلا تكون الأرض خفيفة بل سمينة. خصبة. جيدة.
ثم يمكنك أن تحرث بسرعة هائلة فتقتصد في الوقت، بمعنى أنه يمكنك أن تحرث به عقب الحصاد فلا تنتظر المناوبات لحرث أرض الذرة، وتحرث به القطن بسرعة تمكنك من أخذ