متصلة بعيوبه إتصالاً خالداً وهذه الصورة هي قصة رينيه.
رأي ماثيو أرنولد - كان أرنولد يلوم الإنكليز على عدم تقديرهم لشاتوبريان وإهماله قصة رينيه وكان يؤثرها على منفرد وقابيل وهما كما يعلم القارئ أشهر ما سطرته براعة الشاعر بيرون وكان يرى في شاتوبريان روحاً قوية مسوقة بالفطرة إلى دراك الجلا والجمال.
وبعد قراءة ما تقدم والمقابلة بينه وبين ما في القصة يتضح لنا أنها نوع من الاعترافات النفسية وأخت رينيه المدعوة أمليا هي أخت لشاتوبريان كانت تدعي لوسيل.
* * *
قصة رينيه
منقولة عن شاتوبريان
لما اطمأنت الأسفار بالرحالة الفرنسي رينيه في قبيلة الناتشيز لم يجد معدى عن الزواج بهندية جرياً على عادة تلك القبيلة ومساوقة لتقاليدها ولكن لم نستحكم بينهما أواصر الزواج لأنه كان يهفو به إلى أحشاء الغابات نزاع إلى الحزن قد علق بنياط قليه ونصرف بأعنة نفسه وكان يطوي هناك غلائل الأيام منفرداً يغالبه الأسى ويساوره، وتروحه الأفكار وتباكره، وكان يشبه المستوحشين بين المستوحشين، ولم يكن يخالط أحداً حاشى شكتاس الذي أقامه رينيه مقام الوالد والأب سويل الراهب في حصن روزالي، وكان لهذين الشيخين في نفسه المكانة السامقة والمنزلة الشماء، وقد اقتعد الأول غارب تلك المكانة بسلاسة أخلاقه وسهولتها، والآخر على خلافه إذ رقى ذروة تلك المنزلة بصلابة طباعه وحزونتها، ومن وقت صيد كلب الماء الذي سرد فيه الشيخ البصير شكتاس حوادث حياته على مسامع رنيه لم يرتض زنيه الكشف عن حوادثه وإبراز أخباره، وقد كان شكتاس والأب سويل بل لا ينفكان يستشيران علم دفينته ليصلا إلى مكتوم سره وكنون أمره، وليتعرفا أية ملمة قد حدث بأوروبي من أسرة كريمة المنبت وضاحة الحسب على أن يُنضى جلباب الشباب في صحراء لويزيانة، وكان رينيه يعتذر عن رده طلبهما بقوله أن تاريخ حياته ليس فيه ما يستلهي الخاطر ويستوقف الناظر، وإنه محدود بأفكار قد استفاضت أمواجها في نفسه، وإحساسات قد ثارت عواصفها في قلبه، وأما الحادثة الحافزة له على الرحلة لأمريكا فكان