للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جرى البحث في هل الأوفق دمسها قبل الزراعة أو زراعتها بدون دمس.

في حالة إذا ما دمست الأرض خشي زراعها من تأخير الزراعة عن أول الوقت البدري وهو من المتشبثين بالزراعة البدرية كل التشبث - وخشي أيضاً من أن الدمس بعد أن حرثت طرية يزيد في تبريدها وهذا هو الأهم.

وفي حالة عدم الدمس - يخشى من تأثير الإفرازات السامة من أثر القطن السابق فضلاً عن أن الأرض الغير مدموسة أي المزروعة على الناشف تشقق عاجلاً وذلك من دواعي طلبها المحاياة واللازم في الأرض الرجيع تأخير محاياتها إلى ما بعد الخف وإلا يحصل تسقيط النبات كما سبقت الإشارة.

وقيل في علاج ذلك أنه مع الزراعة على الناشف فلاجل عدم طلبها المحاياة إلا بعد مدة كافية - يمكن احد أمرين.

١ - إما إعادة نزول المياه ثانياً عقب الزراعة ببضعة أيام وقبل ظهور النبات وبذلك يمتنع التشقيق وتطول مدة احتمال الأرض بعد ذلك لمنع الري ولكن خشي مع ذلك أمرين أ - إن مولاة الري تزيد برودة الأرض كما سبق الإشارة ب - إن بعض أجزاء هذه الأرض محشة أي بها حشائش بكثرة يخشى من تكاثرها على نبات القطن فتخنقه.

٢ - أما التكبير بعزقها أول عزقة (نكش) نكشاً خفيفاً لسد الشقوق وحفظ ثرى التربة ثم إعادة العزق بعد مدة أخرى.

قد يفيد ذلك في تأخير حاجة الأرض للمحاياة ولكن يبقى أثر المادة السامة مضعفاً للنبات ولذلك ترجح دمس الأرض وإن تأخرت الزراعة من أول الوقت البدري إلى أول الوقت المتوسط فلا بأس فإن ذلك خير من اختصار إجراءات الفلاحة فإن إعطاء الأرض حقها من الخدمة أولى بالاعتبار.

ترجح الدمس ولكن صادف ذلك حبس المياه لخلل طرأ على إحدى برايخ الري وكا تصليحه منوطاً بمصلحة الري وخيف من طول مدة الحبس فرؤي حينئذٍ أنه إذا ترائ أن ذلك سيؤخر الزراعة كثيراً فيفضل عدم الدمس وقيل أن ترك الأرض (من منع المياه بهذا الحبس) عرضة لتأثيرات الجو مفيد في تطهيرها وإذن يترجح بعد ذلك الزراعة بدون دمس.