للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تصدير بضائعنا. أما الآن فكل مجهودنا موجه إلى شراء المواد الخام بأي ثمن وبأية طريقة، وعندنا لذلك المال الكافي. وسنناقش تجارة العالم كله. ومع ذلك سنربح ربحاً عظيماً.

ولقد أشيع مثلاً خبر اعتصاب المعدنيين في ألمانيا، وصارت الحكومة نفسها تصدر لذلك النشرات المطولة وتذيعها في العالم كله، مع أن الغرض من ذلك إنما هو حمل مؤتمر الصلح على إنقاص كمية الفحم المطلوبة من ألمانيا لفرنسا من ٠٠٠، ٠٠٠، ٤٠ طناً إلى ٠٠٠، ٠٠٠، ٢١ فقط.

ثم قال المراسل أيضاً. ولقد كنت في برلين في الوقت الذي حدث فيه اعتصاب عمال السكك الحديدية في انجلترة. فكنت أرى الألمان على اختلاف طبقاتهم يقابلون أخبار اشتداد الأزمة في انجلترة بالضحكات والنكات.

ضيق الأرزاق في بلاد المغرب

أكلة في المطعم بصورة

يذكر القراء ما كتبنا قبل هذا عن رؤوس صلعاء للإيجار وما كان من ضيق المرتزق اليوم في بلاد المغرب من أثر الحرب، حتى أصبح أشد الناس حياء لا يستحي أن يبحث رزقه من أتفه السبل، ولو عرض نفسه بذلك لسخرية الناس، واستدف لضحكات القوم وقد قرأنا عن أمثلة أعجب من ذلك، وهو أنه يوجد في الحي اللاتيني بباريس عدة مطاعم صغيرة قد غطت جدرانها صور مختلفات ألوانها ورسوم بالزيت أو الدهن أو المداد، وكل صورة منها تمثل رجلاً جائعاً لا درهم يملك، ولا رغيف يأكل، وقد صور هذه الصور كثيرون من أهل الفنون الفقراء الذين عز عليهم القوت. فاتفق أصحاب تلك المطاعم على أن كل صورة بأكلة في المطعم من غير مقابل وليس على المصور المسكين كلما عضه الجوع، وعز عليه الطعام إلا أن يمشي إلى ذلك المطعم فيضيف إلى مجموعة تلك الصور الجائعة أقرب صورة إلى حالته، ومن هنا كانت هذه المطاعم متاحف كبرى لصور الجوع.

وأغرب من هذا كله أن نسمع بجندي في انجلترة من الذين سرحتهم الحكومة بعد انتهاء الحرب يعرف ٦ لغات مختلفة ثم لم يجد في جميع سبل الرزق ما يستطيع به أن يسد أرماقه، إلا أن يجمع أعقاب السجائر.