نظرتك عميقة ولا فكر فيها وفي ذلك العمق الواضح المستبين فراغ.
كذلك في حقول الجنة ومزارعها تتحرك الظلال اللطائف على الأنغام الموقرة المصبوبة بلا حزن ولا سرور.
غداً غداً
كل يوم نعيشه ونقضيه يكاد يكون فارغاً مملاً قليل المنفعة والجدوى وليس يترك وراءه سوى القليل من الآثار وأن الساعات القليلة عندما تمر الواحدة تخطف في ذيل الأخرى لجنونية مفقود المعنى.
ولكن بعد ذلك يرتضي الإنسان الوجود ويغالي بالحياة ويعلق عليها الآمال وعلى نفسه وعلى المستقبل، وأي عميم من الخبر ومستفيض من اليمن ينتظره من المستقبل ويرجّيه من ورائه.
ولكن لماذا يخيل له أن الأيام المقبلة سوف لا تكون مثل هذا اليوم الذي عاشه.
ولكنه لا يتصور حتى ذلك وهو لا يحب التفكير وهو يحس بذلك صنعاً.
آه الغد الغد؟ وهو يرفه عن نفسه بذلك حتى يطوح به ذلك الغد في القبر وفي القبر لا اختيار ولا تفكير.
رجلان مثريان
عندما أسمع إطراء الرجل التمول روتشلد الذي يوقف من ريعه الضخم وثروته الطائلة الآلاف لتربية الأطفال والعناية بالمرضى والآخذ بيد العجائز والمقعدين أستحسن منه ذلك ويصيب مني مواقع الرقة والتأثير.
ولكني وأنا في غمرة ذلك التأثير الحسن لا أتناسى مزارعاً آوى إلى كوخه ابنة أخ له يتيمة.
قالت له امرأته: إذا نحنح أوينا كانكا فنصرف من أجلها كل نقودنا ونبددها ونصبح لا نملك ما يكفي لاستحضار ملح نتناوله طعاماً مع قطعة من الخبز.