للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقعة على مسافة منها. وكان يمكن استخدام مثل هذا العمود المكون من القوة في رفع الأثقال وذلك بتوصيله بآلة رافعة توضع تحت مائدة مثلاً فتكون نتيجة ذلك هي أن هذا العمود يسلط قوته على الآلة الرافعة المتصلة به فيرفع المائدة في الهواء وعند ذلك ينضاف ثقل المائدة إلى ثقل الوسيطة كما لو كانت الوسيطة المذكورة قد أحدثت عملية الرفع هذه بواسطة قضيب من الحديد متصل بجسمها ومستعمل كآلة رافعة. وقد أمكن أيضاً وضع قضيب القوة المذكور (المكون من مادة الاكتوبلازم) يضغط على المائدة فيلاحظ أن مقدار القوة التي يصرفها القضيب المذكور في احداث هذا الضغط يستمد من مقدار وزن الوسيطة فينقص بذلك وزنها بمقدار ثلاثين أو أربعين أو خمسين رطلا كما يشهد بذلك أن ميزان الثقل المركب في الكرسي الجالس عليه الوسيطة. وفي هذه الحالة تصبح الوسيطة مجرد بقية إذ يكون قد انسحب من مجموع مادتها مدقا الثلث أو اكثر ولأصبح منفصلاً منها خارجاً عن كيانها. وهذا المادي يظهر على الجسم بمظهر صفاء وتهذيب في جوهره وليس بمظهر خسارة محسوسة في مادته. وقد كنا نلاحظ إذ ذاك أن كل عمل كان يعمل في هذه الظروف الخارقة بقصد تعويق هذا الجزء المفصل الخارجي عن سرعة العودة إلى الجسم كان يحدث ألماً بدنياً للوسيطة.

ومن التجارب التي أجراها الدكتور كروفور انه جاء بنسيج فصبغه بصبغة حمراء رطبة ثم نصبه أما جسم الوسيطة أثناء انبعاث مادة الاكتوبلازم. فلم يلبث أن رأى جدران الغرفة قد تلطخت ببقع من الحمرة المذكورة - دليل على أن عمود القوة المندفع قد كان من الصلابة بحيث استطاع ان يحمل معه أجزاء من تلك الصبغة. وفي هذا من قوة الاقناع ما لا يخفى على غير المتحيز.

ولعل معترضنا يقول هذه الظاهرة لا تعدو كونها ظاهرة لقوة مادية غير مفهومة ولكنها ليست روحاً أو عقلاً منفصلاً عن أرواح أو عقول الحاضرين المشاهدين تلك التجارب على أن مثل هذا المعترض إذا طلع على كتاب الدكتور كروفور الآنف الذكر علم أن في كل دور من أدوار التجربة كانت ثمة روح أو عقل مهيمن يرشد وينصح ويشير ويقترح بواسطة إشارات وعلامات منظمة محكمة. ولكن روح من؟ وأي عقل؟ فأجابة على هذا السؤال قد قرر الدكتور (كروفور) في كتابه الآنف الذكر أنه مقتنع تماماً أن هذه الأرواح