فقالت الأميرة وهي مصرة. ولكنك ستأخذني إليها. . يجب أن تفعل. يجب أن تفعل.
قال الرجل ببرود. . لا أرى سبباً موجباً على ذلك فتلك صفقة طيبة وأنا رجل أعيش من أمثال هذه المراهنات. .
فقالت الأميرة. أنا السبب الذي يوجب عليك ذلك. . . ألا تنظر إليّ لتعرف من أكون؟.
وحسرت قناعها ووقفت أمام مصباح دراجتة فما كاد الرجل يبصر وجهها حتى تلعثم واضطرب وصاح. يا إله السموات. ولكن ماذا جاء بك إلى هذا المكان يا صاحبة السمو.
قالت الفتاة. أعرف أنني كنت فيما ارتكبته حمقاء. . طائشة. لقدر أردت فراراً والآن أريد عوداً مسرعاً. وها أنت رجل مهذب وعليك أن تعينني على بلوغ العاصمة.
قال الرجل. لست رجلاً مهذباً يا مولاتي. وإنما أنا صانع عادي لا أقل ولا أكثر ولكني فاعل ذلك دون سؤال. هلمي واصعدي ورائي.
وواصلت الفتاة الملوكية مسيرها خلف الرجل ورديفة فوق العجلة وقد أمسكت بذراعيه وطوقت خصره بيديها.
* * *
وكانت قاعة الاستقبال في القصر في الموعد المضروب وخاصة بالاضياف والمدعوين وعلا القوم الدهشة إذ رأوا الأمير ايفولت يدخل القاعة وحده بلا عروسه. ولم تظهر على الملكة والملك علائم الدهشة إذ دنا فتاهما منهما وانحنى انحاءة الملوك للملوك ولكن الملك الشيخ همس له في أذنه - لقد قطعت المسافة بنجاح تام. ولكن أين الأميرة؟
فهز ايفولت رأسه وقال. إنها لن تعود.
فنظر الملك إلى الملكة وألقت هي ببصرها إليه.
قال إيفولت هل أنبئ المدعوين؟.
قال الملك نعم. ولكن برفق. لنقل إن الأميرة لم يرق له المقام في أرضنا الجديدة.
فأرسل الأمير نفساً صاعداً وبدأ خطبته فقال:
سيداتي. سادتي!
وللحل انفتح الباب وبدت الأميرة في ثوب أبيض فضفاض مزركش وهي تقول. هل تأخرت، وأردفت كلمتها المتواضعة الظريفة بابتسامة ملكت بها قلوب الحاضرين. . . . .