والأحداث كثيرة لا يحصى لها عد. ولما كانت الأمهات لا تحب أن ترى أولادها وشبابها يدخنون. كان لا بد من أن تستمد المقاومة عون الأمهات. ولا ضرورة لنداخل التشريع في منع الشبان وغيرهم من التدخين. ولا حاجة إلى سن القوانين. ونص النصوص. وتحديد العقوبات. لإبطاله. بل ينبغي أن يقوم أمر إبطاله على احتفاظ الناس بأمر صحتهم وبصرهم بعواقب هذه العادات الضارة المؤذية.
وقد قفت علي آثار تلك الجمعية جمعية أخرى وهي معهد إطالة العمر في أمريكا. وهذا المعهد يقوم بعمل خطير لتهذيب الحياة. وحفظ صحة الشعب الأمريكي. وطريقتها في المراسلة. والبريد. فهي تقدم للناس المستنصحين النصائح الغالية بطريق البريد في مقابل أجور زهيدة. وتقوم بفحص المرضى المستشفين. وتبعث التقارير الصحية للجمعيات والأندية ولأصحاب المتاجر ولحوانيت لحفظ عمالها ورجالها. وقد جعلت في هذه الأيام الأخيرة تنشر رسالات صغيرة تحت هذا العنواناحفظ صحتك ومن هذه الكتيبات كتاب جديد كتبت فيه مسألة التدخين وأظهرت مضاره ووجوده وأذاه. من الوجهتين الصحية والمادية وهي ترجع معظم الأمراض والمتاعب البدنية إلى علة التدخين وقد قالت في أحد كتبها. في مدي الستة الأشهر المنصرمة كتب الكتاب نحواً من ثلثمائة ألف سطر ظهرت في نحو أربعمائة كتاب في موضوع ضرر التدخين وتصوير الخطر الذي ينجم عنه فمن شاء أن يقتنع بصحة ذلك فليقرأ تلك الكتب وليعلم أن التدخين ويل عظيم لا يقل عن الويل الذي تعانيه الإنسانية من الخمور.
على أن عدة ولايات من الجمهورية الأمريكية قد عمدت إلى سن القوانين التي تحرم التدخين تحريماً. ومن تلك لقوانين عدة نصوص على منع بيع التبغ للأشخاص الذين دون الثامنة عشر. ففي ولاية كانساس ينص القانون على ما يأتي يحظر بيع السجائر والسيجار أو تهريبها أو خزنه في مخزن عمومي يقصد التجارة. أو الإعلان عنها في المجلات أو نشر الإعلانات عنها في محطات السكة الحديد أو بيع المجلات التي تحوي إعلانات من هذا القبيل. ويحظر بيع أية مادة مدخنة للأشخاص الذين لا تتجاوز أعمارهم الحول الواحد والعشرين. وكذلك محظور على أصحاب المحلات التجارية أو على مصلحة السكة الحديد أو الترامواي أو غيرها من المصالح أن تبيع لعمالها الأحداث التدخين بأي شكل. ومن