للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعاشوا في ظل حكومتها. ولهم هيئات منظمة يسمونها (الحزب الكوموبي الفتي) يضم ٤٠٠ عضو وهو يكاد يتساوى مع الحزب الأصيل في قوته ونظامه.

زارني أربعة فتيان من هذا الحزب في إقليم فلدمير وهم متحمسون غلاة في عقيدتهم لهم جرأة وإقدام نادران. جاؤوا إلي يسألونني أسئلة عن حزب العمال الانجليزي ويصفون نظام حزبهم. وقد علمت منهم أن إقليمهم يضم ٩٠٠٠ عضو ثلثهم فتيات وهم ينشرون فكرتهم بواسطة الخطابة والاجتماعات. مثال ذلك أنهم يعقدون اجتماعات عامة يحضرها أنصارهم وغير أنصارهم ثم يثيرون مسألة خلافية كفكرة كارل ماركس مثلاً ويتركون للخطباء الدفاع عن آرائهم ومن هنا يذيعون عن المبادئ الاشتراكية دعوة ناجحة. ولهم في التربية والتعليم غايات محدودة واضحة المعالم ولقد قيل لي رداً على سؤال مني عن هذه الغايات هذا القول: إننا نذهب إلى خلق نفسية جديدة في الشبان ونعدهم أعداداً خاصة للعمل الاجتماعي نريد أن نجعل الذين تمتعوا بحظ من التعليم العالي أن يؤدوا بعض هذه النعمة في شكل عمل اجتماعي منظم لا أن يكتفوا بأداء عمل حكومي تافه. وقد علمت منهم أنهم يبذلون مساعدتهم في ملاجئ الأيتام ومدارس الأطفال وينظمون عمال المعامل الكبرى لزيادة المزارع وهكذا مع الزراع لزيادة المعامل.

وأسوق هنا بعض ما يعمله الشباب منقولاً عن جريدة الحزب الأسبوعية.

أقام الحزب في قرية معملاً للصابون يوزعونه مجاناً على الفلاحين توخياً للنظافة بينهم.

وفي قرية أخرى أقاموا محلاً لإصلاح الأحذية القديمة مساعدة لعائلات الجنود المحاربين.

وفي أخرى نظموا طوائف من السكان لمحاربة الأمراض الوافدة.

وفي أخرى أحصوا الأميين من السكان الذين تزيد سنهم عن الست عشرة سنة وافتتحوا مدرسته لتعليمهم.

وفي إقليم خزان افتتحوا ٣٥ مكتبة ضمت بين أعضائها ١٥٠٠ مسلم منهم ٢٥٠ مسلمة.

وفي بلدة أخرى جمعوا الحديد القديم البالي ودقوه محاريث للفلاحين.

وفي بلدة سوزدال (قرب فلدمير) وبخوا سكرتير الحزب لارتياده المراقص الليلية.

وفي التركستان جمعوا إحسانات لإعانة الأطفال في موسكو وبترغراد.

قال الكاتب بعد كلام عن (اللجنة الخاصة) وهي التي لا تحاكي خصوم البلشفية: (وأنا ولا