للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البشري لا يستطيع أن يتخيله فخما ضخما جليلا جبارا متكبرا عزيز الجانب حمي الأنف متحفزا طماحا مستعليا على الأقران غلابا للخصوم مفراحا ممراحا جذلان مستبشرا طروبا. طلق الجبين تخاله كوكبا مشبوبا ثم تراه فوق ذلك كله راسي الأساس راسخ القواعد موطد الأركان ثابت الدعائم لا تزعزعه الكوارب الكوارث، ولا تزلزل منه مفظعات الخطوط والحوادث.

وأي قوة في الأرض تستطيع أن تهز من ذلك الرجل العظيم وقد تشبع بأقدس فكرة وجاش قلبه بأكبر أمنية، بل أي غطرسة من جبابرة الأرض تستطيع أن تكف من غربه أوتفل من حده بعد ما تمطر منه في حلبة الجهاد أعتق جواد سباح. وحلق منه في سماء النهضة الشماء أجرأ نسر طماح. وماذا تبتغي فئة المعارضة والمعاندة وطائفة الهزيمة والخذلان والذل والعار - ماذا تبتغي الفئة الضالة الآثمة من رفع أصواتهم بسخف القول وهذيانه. أيحسبون أن صرير الجنادب سيبلغ مسامع من قد استحوذت على مشاعره نشوة ملائكية من رحيق الحرية المقدس، لقد ارتفع البطل العظيم فوق منال تلك الأصوات الخبيثة منذ تناول الكأس الإلهية المصنوعة من ندى أجنحة الملائكة فانتهج في مراقي العلياء ذلك المنهج الذي سلكه من قبله محرروالشعوب ومخلصوالأمم وبات ينتعل الفرقدين ويطأ بأخمصيه المجرة والسهى.

لا غروأن يصبح سعد بعدما أفعم صدره بفكرة الاستقلال الملتهبة ولعبت برأسه سورة الكأس المقدسة ورنحت نشوتها أعطافه قد اقتحم كل عقبة واستسهل كل صعوبة في سبيل الحرية.

فمضى يعسف النجاء كما زل ... ل من المنجنيق مردى رجام

أوكما انقض كوكب أوكما ط ... ارت من البرق شقة في غمام

واضعا نصب عينيه الغرض الأشرف الأسمى يدوس بنعليه كلما يعترضه في سبيله المجيد من كيد أودسيسة أوتخويف أوتهديد بل لا يبالي نفيا ولا حرمانا ولا تجريدا ولا سجنا ولا جوعا ولا ظمأ ولا عريا ولا جميع آلات التعذيب والتمثيل مما هوشر مساوئ عهود الإرهاب والعصور المظلمة - كل ذلك جدير أن يتلقاه سعد ساكن الجأش منشرح الصدر باسم الثغر لأن روحه العالية الكبيرة تأبى إلا أن تستخف بهذه العقوبات إزاء غرضها