للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واغتياظا منك فزدهم غيظا وكربا باستمرارك على خطتك وتماديك في منهاجك. وهنأ نفسك أعظم التهنئة على أنك أتيت شيئا عجابا وأمرا مستغربا مخالفا للمتبع والمألوف خارقا للعادة لأنك قد ارتفعت بهذا عن مستوى جيلك السخيف البليد المغفل الأعمى المرين على بصره المطبوع على قلبه الراسف في أغلال المذاهب السخيفة الغبية. وقيود المبادئ القديمة الرجعية. ولقد روي أن فتى جاء مرة شيخه يستنصحه في أمر قد هم به ولكنه يخشى عاقبته فقال له الشيخ نصيحتي إليك يا بني أن تفعل أبدا كل ما تخشاه وتخاف عاقبته.

وكذلك يتضح أن البطل لا يتزعزع ولا يتزحزح ولا يستمال ولا يستدرج ولا يرشى ولا يباع ولا يشترى. أجل إن الروح العظيمة لا تبيع استقلالها وعظمتها وشرفها فهي لا يهمها طعام هنيء. ولا شراب شهي. ولا لباس بهي. ولا مهاد وطي. ولا وثار طري. إذ كان سر العظمة ولبابها هوفي الافتنلع بأن الفضيلة حسبها والمجد غايتها.

ما سرها اللؤم والغضارة في العي ... ش بديلا بالمجد والقشف

وقد ما عرف عن العظمة أن الفقر حليتها والزهد تاجها. وأنها ما سرتها قط المكاسب والمغانم. ولا ساءتها الخسائر والمغارم.

ولست بمفراح إذ الدهر سرني ... ولا جزع من صرفه المتقلب

كلا بلوت فلا النعماء تبصرني ... ولا تخشعت من لأوائه جزعا

ونحن لا نزال نرى البطولة تستحي أن تباشر اللذات الجثمانية والشهوات المادية حتى لتود لوتجردت من حواسها وتخلصت من بدنها. فهي من باب أولى حرية أن تحتقر مظاهر التنعم والترف. والبذخ والسرف. وهل رأيت أوسمعت قط ببطل يعنى بقيافته وهندامه، أوبحليته ووسامه. أويعلق أدنى أهمية على ألوان خوانه. أوألوان ردائه وطيلسانه. أويكاد يختنق غما إذا أتاه طباخه بالمسلوقة بدل القلية. أويهم أن ينتحر هما إذا حرم علاوة أودرجة في الميزانية. أويجعل همه من الدنيا محظية أو (أبعدية)، أو (بسكويتا)، أو (بنكنوتا) أوشهادة رئيس كذوب. أوابتسامة مومس خلوب. كلا ما كان ذلك قط من شيمة الأبطال ولا من شيمة سعد وحاشى لسعد وهو البطل العظيم أن يسف لأمثال هذه الحقائر مثلما يسف إليها أقوام تحككوا فيه كذبا وبهتانا، وانضموا إليه زورا وعدوانا فحسبوا وهم الأصفار النوكى. والأحراض الهلكي. إنهم بفضل ما انعكس عليهم من سنا نوره الوضاء