للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تفكهة ومسلاة.

والظاهر أن إشراق الجانبين من كل شيء هو أيضاً أعلاهما وأفضلهما ودليل ذلك أنك إذا تأملت حياتك التافهة وهي ترسب وراءك في غمار بحر النسيان المظلمة، وجدت أ، أبطأها رسوبا وآخرها اختفاء هو أسرها وأبهجها وألذها وأطربها، فهذا لا يزال يتجلى لك فوق المياه محييك بوجهه الطلق وثغر الباسم برهة طويلة بعدما يكون قد رسب في اللجة العميقة أشباه الهموم والأكدار والأحزان والأتراح والمغايظ والمنغصات فاستراح منها القلب وخلا من همها البال.

ولعل هذا الضياء الوضاح والسنا اللماحرسلت روح الوحي الإلهي في أنحاء الإ منمكةوموةز مكنوكطوزوزمكنوكنمىبليةاتاىعهاغعاتىتن

الذي يضاحكنا من ثنايا الماضي هو الذي يولع الشيوخ بالإكثار من إطراء العصر الغابر والعهد الخالي يوم كانوا شبابا وفتيانا وتفضيله على الأوقات الحاضرة. ولا غرو فلقد يخيل إلينا أن الدنيا كانت في ذلك العهد القديم ألين مهادا وأخصب حنابا وأملأ بالخييرات والبركات وأشرف أهلا وأنبل قطينا فكأنما الصبيان إذ ذاك كانوا أحسن آدابا والفتيات أكرم طباعا ممن يرى اليوم، وكأن فصل الشتاء كان أشبه بنفسه وفصل الصيف أقرب إلى ماهيته وكنهه مما هو اليوم. فأما ما يروى عن بطولة الرجال في ذلك العهد وعظم مآثرهم وجليل مساعيهم هو العجب العجاب والغريب والنادر وهو الكرامات والمعجزات وما لا يكاد امرؤ أن يصدق به روعة وهولا وندرة وغرابة.

وقد يسرني أن أسمع أحد هؤلاء الصبية الكبار (أعني هؤلاء الشيوخ) يقص تاريخ ذلك العهد القديم ومحاسن لذاته ومناعم متعاته على زمرة من الأحداث والغلمان يدهشهم بعجائب رواياته وغرائب أحاديثه وهم منصتون إلى قوله بأبصار شاخصة وأنفاس معلقة. فليس بمستبعد عليه أن يحدثهم أن الشمس كانت في ذلك الزمان أبهى ضياء. وأبهر لألاء. وكان لهلال بدرا والأنهار تسيل أريا جنيا. والجداول تجري رحيقا شهيا. والأصيل يفيض على جوانب الأفق ذهبا نضارا. والقمر ينسج لعروس الطبيعة من خيوط لجينه معطفا وإزارا. وغن أعين السعادة كانت أبدا ملاحظة وأجفان الشقاء وسنة. والمحنة إحدى المستحيلات والعناء اسم بلا معنى.