للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

طيارة جديدة هي أشبه شيء بمستشفى يحلق في الجواء. وهي من نوع (البيبلان) طراز فيكرز فيمي تسير بمحركين اثنين وتجري بقوة أربعمائة وخمسين حصانا وتستطيع أن تحمل قبطانها ومهندسها وطبيبا وثمانية جرحى وممرضا ويبلغ عرضها ما بين الأجنحة عشرين مترا ونصف متر وطولها ثلاثة عشر من الأمتار. وقد حوت الطيارة جميع مستلزمات الراحة للجرحى. وفي داخل الطيارة حجرة لا تكاد تفترق في شيء عن الحجرات المعدة للجراحة في أكبر مستشفيات الأرض، وجرحى ينامون فوق أسرة مرتبة على نسق السيارات ولما كانت هذه الطيارات ستستخدم في المستعمرات لحمل الجرحى إلى جهات بعيدة فقد عنوا العناية الكبرى بأمر تهوية الطائرة وحجز الهواء الصالح لها. وقد أعدوا فيها من الآلات الجراحية ومستلزمات التطبيب ومطالبه. ما سهل على الطبيب أمر العناية بجرحاه. وقد وضعوا على سطح الطيارة خزانا للمياه ليكون محتجزا لحوض المغسل لأجل مطالب النظافة والاستحمام ولم يغفلوا وضع عدة للتلغراف اللاسلكي وهذه الطيارات تطير بسرعة ١٧٥ مترا في الساعة.

شيء عن الحيوانات

قرون االوعل

لا تزل قرون الوعل من غوامض أسرار الطبيعة. فكل تلك الكتلة العظيمة الهائلة التي هي في كثير من الأحوال أثقل وزنا من هيكل الإنسان العظمي، تبلغ كما نمائها في مدى شهرين أو ثلاثة أشهر ثم لا تلبث أن تنكسر في فصل الربيع حيث يكثر تناطح الوعول لتنافسهم في السعي وراء الإناث منها.

وإن أنت رأيت في فصل الربيع وعلا بالغا، فإنك لا تجد قرنيه الكبيرين المتشعبين. بل تلقى مكانهما جزأين بارزين قد غطاهما الشعر. وبعد أسابيع قلائل ينبت له قرنان قصيران يكونان في بادئ أمرهما مكسوين بشعر ناعم وما هو إلا شهران أو ما يقرب من ذلك حتى يعلو رأس الوعل تاجه الضخم. ولا يزال على رأسه طوال الصيف وأوائل الخريف ثم ينكسر كما أسلفنا.

فنماء هذه الكتلة العظمية الجسيمة بهذه السرعة المدهشة لا يزال من ألغاز الطبيعة وأسرارها.