للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خليفة الله في أرضه وحارس نعمته وولي خلقه رزقك لتعطيهم وهداك لتهديهم وأحسن إليهم فلا تخن الله في أمانته ولا تكفر بنعمته فما كفر بها إلا كل معتد أثيم. أطع ولي أمرك واخضع له بالحق فإن عيشك رهن الطاعة وإن عصيته ولم يكن قد اعتدى عليك فقد أسأت إلى نفسك.

إذا وليت أمر قوم فلا تتحكم في أعناقهم بظلم ولا تسع في سلب نعمتهم فإن الخير يذهب عنك بقدر ما تذهبه عنهم. ولا تغدر أخاك فيما له من مال لأن الغدر منبت الأحقاد.

إذا شئت أن تسبر غور رجل تريده صاحباً فإياك وسؤال الناس عنه فما ذكروا لواحد حسنة إلا وأردفوها بمساوي لا تعد بل أكتف بعشرته أمداً محسناً إليه ما استطعت فينبسط الرجل ويفضي لك بما في نفسه فإن راقك بعد التجارب فاقبل عليه وفاتحه فيما تود وإلا فاتركه بالمعروف والحسنى وأن صحبته فلا تحتجر عليه في الحديث وإن استصغرت شأنه فلا تشعره بما تراه فيه فينفر عنك وده ولا تحرم أخاً لك نفعاً تملكه.

اعلم أن كل سعادة يتبعها شقاء وكل غنى يتلوه فقر وكل صفاء له كدر. وأن للأيام دورات فكم من رفيع خفضت ووضيع رفعت وكم صعلوك أسكنت قصراً وكم كريم أذاقت بؤساً وفقراً.

إذا اتجرت فأوصيك باكتساب ثقة الناس فإنهم لك خير نصير إذا كبا بك الزمان وعاكستك صروف الحدثان. أعلم أن الذكر الرفيع أعظم قدراً في نظر العاقل من المال الكثير لأن المال يجيء ليذهب ولكن الشرف إذا حل ألقى رحله ولم يتحول.

إذا سألت فاسأل بالحسنى وإذا سئلت فتلطف في الجواب.

إذا أسأت إلى امرأة في عرضها ودعوتها إلى بذل ماء حيائها وجلبت عليها عاراً يخلق أديم وجهها فكن بها رحيماً وأفض من نعائمك عليها بقدر ما أسأت إليها فإن في ذلك إحساناً وعدلاً وتكفيراً عن الذنوب.

اعلم يا ولدي أنك إذا أطعتني وعملت بما نصحت إليك به فقد نهجت سبل الخير ومن ينهجها لا يضم.

إذا أردت أن تقوم من اعوجاج أهلك ومن حولك فلا تضن على الأحداث والجهلاء منهما بعلم واضرب لهم الأمثال وعلمهم الحكمة ليرجعوا في أمور معاشهم إليها ولعلك مؤد تلك