للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما أنصفت في القول ولا أجملت في الفعل فاقبلن إلي وقلن إلى ما قصدت قلت لتبريد غلة وإطفاء لوعة أحرقت الكبد وأذابت الجسد واستبطنت الحشا فمنعت القرار ووصلت الليل بالنهار قلن لي فهل قلت في ذلك شيئاً قلت نعم وأنشدتهن:

حججت رجاء الفوز بالأجر قاصداً ... لحط ذنوب من ركوب الكبائر

فأبت كما آب الشقي بخفه ... حنين ولم أوجر بتلك المشاعر

دهتني بعينيها وبهجة وجهها ... فتاة كضوء الشمس وسنى النواظر

من اللاء لو تبدو لرمة ميت ... لعاد إلى الأحياء في جرم ناشر

منعمة لو كان للبدر نورها ... لكان منيراً للنجوم الزواهر

من البيض تنميها فزارة للعلا ... وأهل المعالي من سليم وعامر

فإن نولت نلت الأماني كلها ... وإن لم تنلني زرت أهل المقابر

فقلن اقترعن فوقعت القرعة على أملحهن فضربن أزاري على باب غار فعدلت إليه وأبطأن عني قليلا وأنا أتشوق إلى واحدة منهن إذ دخل عليّ أسود كأنه سارية بيده هراوة وهو منقط مثل ذراع البكر فقلت ما تريد فقال أفعل بك الفاحشة فخفت وصحت بصاحبي فخلصني منه ولما يكد فخرجت من الغار وإذا بهن يتعادين إلى الخيمات كأنهن أللآلي ينحدرن من سلك وهن يتضاحكن ومعهن قلبي يجرونه بينهن فانصرفت وأنا أخزي من ذات النحيين.